ليلة ساخنة في السويداء

لليوم الثاني على التوالي، شهدت مدينة السويداء اشتباكات عنيفة، بين قوى الأمن الداخلي، ومجموعات محلية مسلحة، على إثر اعتقال شخصين في ساحة المشفى الوطني.

مجريات الأحداث بدأت بمقتل الشابين عمران زين الدين، ورواء مسعود، وإصابة أسامة حيدر. على إثر تعرضهم لإطلاق نار، من مسلحين مجهولين، حاولوا سلب سيارتهم، على طريق ظهر الجبل، مساء الثلاثاء. وبعد إسعاف الضحايا إلى المشفى الوطني، تجمع العشرات من أقاربهم، الذين ينتمي بعضهم لمجموعات محلية مسلحة، وأفراد من آل الشعار وآل مزهر.

أقارب الضحايا وأفراد المجموعات المسلحة، الذين توافدوا إلى المشفى، بحالة من الغضب، أطلق بعضهم النار في الهواء، في ساحة المشفى. حينها تدخلت كتيبة حفظ النظام، مع ضابط برتبة مقدم، تم تعيينه مؤخراً قائداً للكتيبة، ونشب شجار في مدخل المشفى، بين أقارب الضحايا، وعناصر حفظ النظام، تطور لاشتباكات بالأيادي والعصي، وإطلاق نار بالهواء، ثم انسحب عناصر حفظ النظام، وتمكنوا من اعتقال شخصين، أحدهما يدعى صلاح أبو دهن.

تطور الموقف، بعد توافد مجموعات محلية مسلحة، من البلدات المجاورة للسويداء، ومجموعات من المدينة، وانتشر عشرات المسلحون، في الشوارع، لتندلع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة، بينهم وبين القوى الأمنية، التي انسحبت إلى مراكزها. الاشتباكات تركزت عند قيادة الشرطة، ومبنى المحافظة، اللذان تعرضا لإطلاق نار كثيف من المسلحين، مما سبب أضراراً مادية في المبنيين، كما دوت أصوات انفجارات قوية، نتيجة إطلاق قذائف صاروخية، ورمي قنابل يدوية. مما أدى لأضرار مادية فادحة، في المحال التجارية، بأسواق السويداء، جراء الضغط الناجم عن الانفجارات.

مراسل السويداء 24 واكب الاشتباكات المسلحة، في شوارع المدينة، وقال إن كثافة النيران كانت غزيرة جداً، لمدة ساعتين، لم تهدأ المدينة. مجموعات تطلق الهار بالهواء من رشاشات خفيفة ومتوسطة، ومجموعات أخرى تشتبك مع قوى الأمن في مركز المدينة.وأشار إلى عدم وقوع قتلى خلال المواجهات. بعدها أطلقت الأجهزة الأمنية سراح الموقوفين، وانسحب المسلحون من الشوارع، في وقت متأخر من منتصف الليل.

وكانت السويداء قد شهدت توتراً، ليلة الاثنين، بين مجموعة أهلية من بلدة مفعلة، وقوى الأمن، على إثر اقتحام قوات حفظ النظام للمشفى الوطني، واعتقال خمسة مواطنين من أبناء البلدة، بينهم مصابين، كانوا متواجدين في المشفى، ثم نشبت اشتباكات إلى طريق دمشق السويداء، عندما حاولت مجموعة أهلية قطعه، احتجاجاً على اعتقال المواطنين الأربعة. لكن قوى الأمن ردت بإطلاق النار، ورفضت الإفراج عن موقوفي بلدة مفعلة.

وتشير الحوادث الأخيرة، إلى توجه جديد من السلطات، للتعامل مع الملف الأمني. فبعد سنوات من غياب قوى الأمن الداخلي عن المشهد، في محافظة السويداء، تبدو التحركات الأخيرة تفعيلاً لدورها، خصوصاً بعد اجتماع اللجنة الأمنية مطلع الشهر الجاري، وورود تعليمات جديدة من دمشق، باتخاذ إجراءات لضبط الأوضاع الأمنية. لكنّ ردة الفعل من الشارع، تشير إلى أن المهمة صعبة جداً ومعقدة.