نقطة للجيش السوري تتأهب: عيدية رأس السنة

بينما كان جندي في نوبة حرس ينتظر حلول العام الجديد ضمن إحدى المناطق الصحراوية من البادية السورية، متأملاً بتسريح قريب ينهي معاناته الطويلة، سمع على جهاز اللاسلكي زميله ينادي: تأهبوا قائد الكتيبة جاء لزيارتنا ومعه “العيدية”.

انطلق خيال العنصر بالتفكير. هل ستكون العيدية قطعاً من الفروج كما في العام السابق ؟ أم بعض الحلوى التي تصلهم في الحالة الطبيعية متعفنة. لا بأس إن كانت مشروب نبيذ لعله يدفأ عظامه في برد الصحراء القارس، فمخصصات المازوت لا تصل إلى تلك المنطقة، أو ربما تصل ويبيعها مسؤول الإمداد في السوق السوداء.

ربع ساعة كان الوقت المفترض لوصول قائد الكتيبة، يمر الوقت بطيئاً ويسرح العنصر بمخيلته. قد تكون العيدية إجازة مع بدل مواصلات، فالإجازة وحدها لا تكفي كونه يحتاج لنصف راتبه حتى يسافر من وسط الصحراء إلى بيته، ولكن من يسد فراغ العناصر “المفيشين” ؟.. لا لا ! الإجازة مستبعدة.

بعد طول انتظار، وصل قائد الكتيبة بسيارته “الجيب واز” والدخان يثعب من محركها. اصطف الجنود بحماس منقطع النظير وبينهم الجندي الذي ترك نوبة الحرس من شدة فضوله لمعرفة محتوى العيدية. أدى الجنود التحية: احترامي سيدي !

بعد محاضرة طويلة القاها الضابط عن الصمود والتصدي والمقاومة والممانعة وإنجازات القيادة الحكيمة، وبينما كان الجنود يرتجفون من البرد، طلب من معاونه أن يحضر العيدية من السيارة ويوزعها عليهم. جلب المعاون كيساً أسوداً وبدأ بتوزيع العيدية: موزة واحدة لكل عنصر. نعم موزة !

انصرف قائد الكتيبة إلى نقطة أخرى لتوزيع العيدية، وعاد الجندي إلى نوبة الحرس حاملاً الموزة بيده بعد أن تبددت أحلامه، وقال لزملائه على اللاسلكي: كل موزة وانتو وبخير !

تنويه: وردت بالفعل رسالة للسويداء 24 من عنصر في الجيش السوري يخدم في البادية السورية وتحدث عن حصوله على موزة كمعايدة من قائد كتيبته في رأس السنة.