لا يزال يامن سلمان مسعود، المتهم بقتل ابنتيه وئام ومريام في قرية صميد، متوارياً عن الأنظار في ظل أنباء متضاربة حول دوافعه لارتكاب تلك الجريمة المروعة.
روايات الأقارب والجيران التي حصلت عليها السويداء 24، أشارت إلى وجود حالة تفكك أسري لدى عائلة يامن مسعود، لكنها لم تؤكد عدم وجود خلافات كبيرة بين الأب وابنتيه. معظم الروايات لم تُرجّح وجود دافع “الشرف” وراء ارتكاب الجريمة. في الوقت ذاته، لم يتوفر لدى أي ممن التقتهم السويداء 24 تفسير منطقي لسبب الجريمة، خاصة أنه ليس من المعروف عن يامن ارتكاب أي سوابق جرمية. بعض المقربين، قالوا إن الشاب كان تحت تأثير مخدر ما، وأخرون ذهبوا إلى حدوث خطأ في استخدام السلاح. ولكن تلك الروايات تسقط أمام أي تمحيص في الوقائع التي تشير إلى استهداف مقصود من القاتل لابنتيه.
وفي الوقائع اجتمعت كامل العائلة يوم الجريمة، وبينها وئام ومريام، المتزوجتان من خارج القرية. الأب يامن، غادر المنزل لفترة لا تتجاوز ساعة، وعاد ومعه بندقية روسية آلية. بعض الذين التقتهم السويداء 24، قالوا إن يامن ذهب لشراء تلك البندقية، والبعض أشار إلى أنه “استعارها”. وحال عودته إلى المنزل، ومن دون سابق إنذار، فتح يامن النار على ابنتيه، وهو يصرخ بطريقة هستيرية، بحسب بعض الجيران. وعلى الفور، قتلت إحدى الفتاتين، وأصيبت الثانية وهي تحاول الهرب. يامن، فرّ خارج القرية باتجاه الوعر.
وكانت العائلة تعاني من مشاكل أسرية واجتماعية. الزوجان كانا قد انفصلا لبضعة سنوات، تم خلالها تزويج الفتيات وهن قاصرات لم يكملن تعليمهن. الوالدة تحملت خلال سنوات الانفصال، وحدها، رعاية البنات، وسط ظروف معيشية صعبة.
من جانب آخر، نشأ يامن، بحسب بعض المقربين منه، في ظروف قاسية وتزوج صغيراً، وتنقل بين صميد وجرمانا ولبنان، وعمل في مهن مختلفة كان آخرها متجر أثاث مستعمل في جرمانا.
وصدر بيان مقتضب عن آل مسعود، تأسف لمقتل الشقيقتين على يد والدهما، مؤكداً أن “الحادث فردي”، وأن العائلة أوكلت الجهات القضائية للبت فيه “آملين تحقيق العدالة”. لكن تلك الجهات القضائية، والرسمية، تبدو غائبة كلياً عن المشهد.