جريمة جديدة: عائلات تتبرأ.. ومجتمع “فيس بوك” يستنكر

بعد مقتل الشاب يوسف نوفل، تبرأت عائلات العربيد والحسين حرب وسلام من ثلاثة أفراد متهمين بارتكاب الجريمة كما ساعدت في عملية تسليمهم للجهات الأمنية.

تفاصيل جريمة قتل يوسف، الشاب العشريني المتميز بأخلاقه أثارت الرأي العام في السويداء، عشرات التعليقات استنكرت حتى تبرؤ عائلات المجرمين ومنهم والمساهمة في تسليمهم، معتبرين أن العائلات يجب أن تتحمل مسؤولياتها قبل وقوع الجريمة. كثيرون تحدثوا أيضاً عن المسؤولية الأخلاقية للأسر في تربية ابنائهم.

تقول المصادر المطلعة على الجريمة: إن المغدور أودع سيارته في التصليح عند فادي الحسين حرب منذ عدة أشهر. الأخير كان يماطل ويرفض تسليم السيارة، ثم باعها واستدعى يوسف لاستلام حقها، ليقتله برصاصتين ويدفنه بالاشتراك مع صقر العربيد وريان سلام.

المتهم الأول فادي قبض عليه فصيل محلي، والمتهمان الأخران ساهمت عائلتيهما في تسليمهما. الملفت أن أحد المخافر الشرطية رفض استلام واحداً من المتهمين رغم أن عائلته سعت لتسليمه. عندها نقلوه إلى السجن المدني مباشرة وتم تسليمه بمحضر رسمي هناك.

ربما من يحمل المسؤولية للعائلات ويتحدث عن أخلاقيات المجتمع وضرورة تصويبها على حق. لكن إذا عدنا للوراء قبل اندلاع الحرب في البلاد نجد أن انتشار الجرائم كان محدوداً جداً. بعيداً عن الانفعالات غير المجدية: هناك خلل أمني كبير ترافقه جملة من الأسباب الإقتصادية والإجتماعية. بالطبع الأسرة والعائلة يجب أن تتحمل مسؤولياتها، لكن المسؤولية في الخلل الأمني تقع على عاتق القضاء بالدرجة الأولى، الذي لا يزال جزء كبير من المجتمع يحتكم اليه.

يقول قائل: من أمن العقاب أساء الأدب. لذا فإن الحال لن يتغير طالما بقي القضاء والسلطات التي تقيده، بل وتسيطر عليه، دون أي تغيير جذري في هذه المنظومة يضمن على الأقل صون استقلالية القضاء، وإعادة بناء ثقة الناس بالعدالة. ومن دون ذلك ستبقى الجرائم متكررة وتتصدر الأخبار اليومية، وستبقى العائلات تتبرأ من ابنائها بعد وقوع الواقعة، ثم يستنكرها المجتمع على الفيس بوك !