السويداء تودع يوسف المغدور.. ودعوة لتجريب المجرب

بحضور الرئيس الروحي للطائفة، شيع العشرات جثمان المغدور يوسف نوفل إلى مثواه الأخير في قرية الهيات شمال شرق السويداء، اليوم الاثنين.

كبار آل نوفل وأقارب الضحية أعلنوا رفضهم أي وساطات اجتماعية قبل “القصاص العادل” من مرتكبي الجريمة. الغضب والحزن ومشاعر مختلطة سادت في موقف التأبين، استنكر المشيعون جريمة قتل يوسف وكل الجرائم السابقة. هناك من حمل السلطات الأمنية المسؤولية عن تفشي الجرائم، وأخر حملها للفصائل المحلية وتغاضيها عن غزو المخدرات للسويداء. والبعض القى اللوم على صمت المجتمع.

لم يصدر عن موقف التأبين أو عائلة الضحية أي دعوة لاعتصام حسب تأكيد مراسل السويداء 24. إنما تداول ناشطون على فيس بوك منشوراً للخروج أمام القصر العدلي في مدينة السويداء غداً الثلاثاء الساعة العاشرة، للمطالبة بإعدام المجرمين و”تعليق المشانق”.

هنا يبدو أن الشارع لا يزال يدور في نفس الحلقة المفرغة منذ عام 2016، عندما خرج المئات بمظاهرة تطالب بإعدام قتلة ريان أبو فخر، وانتهت المظاهرات بعد يومين دون فائدة. فلا يمكن اليوم أن يُجلب المجرم إلى “دوار المشنقة” ويُعدم وسط الجموع الغاضبة. ولكن يمكن تصويب الشعارات والمطالب نحو العدالة واستقلالية القضاء على الأقل.

المجرمون في هذه الحادثة قُبض عليهم وسيمثلون أمام القضاء، وقد تصل عقوبة القاتل فيهم إلى الإعدام. مؤخراً صدر حكم بالإعدام من المحكمة العسكرية عن أحد المجرمين في السويداء. ولكن توجيه البوصلة والحراك فقط نحو مطلب “الإعدام” و”تعليق المشانق” لا يقدم ولا يأخر، طالما أن العصابات تصول وتجول تحت أعين السلطات الأمنية وتستطيع ارتكاب الجرائم كل يوم، طالما أن تلك السلطات تدعم بشكل مباشر أو غير مباشر حالة الفلتان الأمني.