رفعت الحكومة السورية الدعم عن عائلات من السويداء بحجج صادمة، منها سفر رب الأسرة منذ أكثر من عام، رغم أنه متوفّي.
إحدى العائلات في مدينة السويداء تفاجأت صباح الثلاثاء برسالة من تطبيق وين تبلغهم برفع الدعم بسبب “غياب رب الأسرة لأكثر من سنة”. رغم أنه متوفي منذ ثلاث سنوات وأجرت أسرته معاملات الوفاة في دائرة النفوس، كما راجعت شركة تكامل التي أعلمتهم أنه لا داعي لأي إجراء آخر كون دائرة النفوس ستحذف اسم الأب بشكل روتيني.
الحكومة السورية “أبدعت” ورفعت الدعم عن العديد من هذه الأسر، ولم تكتفي بذلك، بل شمل قرارها عائلات رغم تواجد جميع أفرادها في سوريا. سمير،ح لم ينكر غيابه، وقال للسويداء 24: “فعلا إنني مغترب عن عائلتي وأطفالي، ولكنني في غربة داخل الوطن فأنا مجنّد في الجيش السوري منذ أكثر من ست سنوات وتم رفع الدعم عن أسرتي”.
حتى الحاصلون على سجلات تجارية من الدرجة الثالثة والرابعة تم استبعادهم من الدعم، من بينهم معتمدو الغاز والخبز وأصحاب المحال التجارية الصغيرة. العشرات منهم توجهوا لغرفة تجارة وصناعة السويداء للمطالبة بشطب سجلاتهم التجارية.
وزارة الداخلية طلبت مراجعة إدارة الهجرة والجوازات وفروعها في المحافظات، ممن توقف الدعم عنهم بسبب وجود بيانات تفيد بمغادرتهم لأكثر من عام وتبين وجودهم داخل سوريا مع ضرورة اصطحاب بطاقاتهم الشخصية أو جوازات سفرهم لتثبيت وجودهم داخل البلاد.
في محاولة لامتصاص غضب الشارع، أعلنت الحكومة تلقي طلبات اعتراض، وتحدثت عن وجود أخطاء تقنية. مع ذلك يبدو أن الحكومة استخدمت “أبر تخدير”. كثيرون ممن قدموا طلبات اعتراض حصلوا على الخبز والبنزين اليوم بأسعار غير مدعومة. هنا يبدو أن الحكومة العاجزة تتجه تدريجياً لرفع الدعم عن السوريين،
الدكتور مهيب صالحة قال إن مبرر وجود الدعم لبعض السلع الأساسية للمواطنين في ميزانية الدولة السورية هو الفارق الكبير بين المستوى العام للأسعار ( معدل التضخم ) ومعدل الأجور، والذي لا يحق للنظام تخفيض الدعم أو إلغاؤه لطالما بقي هذا الفارق، ويتزايد باستمرار.
وأضاف أن تزايده بسبب عدم اتخاذ الخطوات الكفيلة بوقف التدهور الاقتصادي واطلاق عملية تعافي الاقتصاد الوطني من أمراضه المستعصية سواء البنيوية أو المتعلقة بالفساد الإداري والمالي وخصوصاً فساد السياسات والفساد الكبير في المستويات الإدارية والقيادية في الاقتصاد وفي المجتمع ..