حراك السويداء: بين الريف والمدينة

تجددت الاحتجاجات لليوم الثاني على التوالي، وامتدت إلى ثمان نقاط في محافظة السويداء، تنديداً بتدهور الأوضاع المعيشية. ويحمّل المحتجون السلطة المسؤولية الكاملة عما وصلت اليه أحوالهم.

في مدينة السويداء، أخذ الحراك منحى تصاعدياً. تجمع محتجون أمام دار الطائفة، قبل أن ينتقلوا إلى ساحة السير، مركز المدينة، رافعين شعارات تطالب بالعدالة في توزيع الثروة الوطنية، ومحاسبة الفاسدين. بعض المحتجين طالبوا بتطبيق قرار مجلس الامن 2254 الذي ينص على انتقال سلمي للسلطة في سوريا.

وشارك في احتجاجات مدينة السويداء مدنيون، ورجال دين، ومعارضين. وأيضاً، شهدت الاحتجاجات حضوراً ملفتاً وبشكل أعزل لجماعات محلية مسلحة، يبدو أنها تحاول تصدر المشهد. المحتجون فرضوا المغادرة على موظفي مجلس المدينة، وطلبوا من التجار إغلاق محالهم. وانفضّ الاحتجاج بشكل سلمي، وسط دعوات المشاركين إلى جعل الاحتجاجات يومية، حتى تستجيب الحكومة لمطالبهم. وتلك الخطوات، أثارت الجدل في الشارع، بين مؤيد ومعارض لها.

شكل الحراك في قرية نمرة، شمال شرقي السويداء، بات أكثر وضوحاً وتنظيماً. صباح اليوم، أغلق الأهالي طريق نمرة-شهبا جزئياً، حتى الساعة الواحدة، ولم يسمحوا بالمرور إلا للطلاب والحالات الإسعافية. وشارك في الوقفة كبارية القرية وبعض شيوخها، لمؤازرة المحتجين في مطالبهم الواضحة: تحسين الظروف المعيشية، إقالة الحكومة، ورفد ميزانية الدولة من أموال أثرياء الحرب ومسؤولي السلطة، لا من جيوب الفقراء.

طريق دمشق-السويداء الحيوي، شهد إغلاقاً جزئياً عند قريتي حزم وخلخلة، مع السماح لطلاب الجامعات والحالات الإسعافية بالمرور، وفتح الطريق كل ربع ساعة أمام جميع السيارات. أحد المنظّمين في قرية حزم قال: إن الغاية هي التأكيد على المطالب الأهلية، لا قطع الطريق فحسب. وان الحركة الاحتجاجية تتجه الى استمرار قطع الطريق يومياً بشكل جزئي.

في بلدة شّقا شمال شرقي السويداء، قطع عشرات الشباب طريق شقا-شهبا، بالإطارات المشتعلة، كذلك في مجادل بالريف الغربي، وفي قيصما بالريف الشرقي. إغلاق الطرق في تلك القرى استمر حتى الساعة الواحدة ظهراً، وانضمت بلدة عريقة للاحتجاجات مساء الاثنين، عبر قطع طُرق الساحة العامة.

وتشير المعطيات إلى استمرار الحركة الاحتجاجية وسط تجاهل الحكومة لمطالبهم المحقة وحراكهم الأهلي. مصادر خاصة قالت للسويداء 24 إن المحافظ، وبعض ضباط الأجهزة الأمنية، تواصلوا مع شخصيات اجتماعية، ودينية، في محاولة لاحتواء الاحتجاجات. في حين لا تزال أطياف المعارضة، وتيارات المجتمع المدني، متحفظة على شكل الحراك، وطُرقه في التعبير. وهنا يقول قائل: لماذا تتعالى المعارضة والتيارات المدنية على حراك مماثل؟ وهل حراك المعارضة والتيارات المدنية، منضبط بلا أجندات؟