السويداء: ما الغاية من إرسال التعزيزات الأمنية ؟

مع تجددت الاحتجاجات الشعبية، الرافضة لسياسات الحكومة في السويداء، لليوم الرابع على التوالي، دفعت دمشق بتعزيزات أمنية مُلفتة.

صباح اليوم، تداعى العشرات، لتجديد الوقفة الاحتجاجية في مدينة السويداء، التي عبّروا فيها عن استيائهم من القرارات الحكومية المتعاقبة. أخر تلك القرارات التي فجرت غضب الشارع: رفع الدعم عن فئات محددة من السكان، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية.

يبدو أن رد السلطة على الاحتجاجات، تمثل بإرسال تعزيزات أمنية كبيرة، إلى السويداء، اليوم الأربعاء، وتضم تلك التعزيزات مئات العناصر، نقلتهم حافلات وسيارات، بعضها مزودة برشاشات متوسطة. قوات الأمن، وصلت على دفعات، وشوهد قسم منها في مدينة السويداء، قبل أن تستقر في مراكز أمنية وعسكرية مختلفة، وعند بعض الحواجز.

مصدر أمني قال إن التعزيزات مؤلفة من عناصر حفظ النظام، وقوى الأمن الداخلي. مضيفاً أن استقدامها يهدف إلى تفعيل دور الضابطة العدلية، وليس لقمع الاحتجاجات. وهنا، يبدو أن الرواية الأمنية مشكوك بها، فمنذ سنوات لا تتجاوب دمشق مع مطالب أهالي المحافظة، بتفعيل دور الضابطة العدلية، ومكافحة الفلتان الأمني.

مصدر خاص أشار للسويداء 24، إلى أن معظم التعزيزات من فرعي المخابرات الجوية، والعسكرية، وقدمت من درعا. وهذا ما ينفي فرضية تفعيل الضابطة العدلية، التي تُعتبر السلطة المكلفة باستقصاء الجرائم وجمع الأدلة والقبض على الفاعلين واحالتهم للقضاء، ويقوم بمهامها: النائب العام، ورجال الشرطة بمختلف فئاتهم ودرجاتهم.

التطورات الأمنية، ترافقت مع استنفار لجماعات أهلية مسلحة، في ريف السويداء الشرقي، بعد انتشار شائعات مفادها، أن تنظيم داعش الإرهابي، يُحضر لتنفيذ هجمات ضد المحافظة. ولطالما انتشرت تلك الشائعات عند حدوث احتجاجات شعبية في السويداء، التي قد تكون بهدف لفت أنظار الشارع إلى خطر ما يهددهم.

لكن وصول التعزيزات الأمنية، جعل المشهد أكثر تعقيداً في السويداء. المحتجون يرغبون بتجديد وقفتهم في الأيام القادمة، خصوصاً يوم الجمعة. وعلمت السويداء 24، أن الفرق الحزبية التابعة للبعث، تدعو مناصريها للتصدي لاحتجاجات الجمعة. الأمر الذي رفضه العديد من أعضاء الحزب، لإدراكهم خطورة نزولهم إلى الشارع، والصدام مع المحتجين.