الهجرة والجوازات في السويداء: إما الطوابير أو الرشاوى

يشهد فرع الهجرة والجوازات، في مدينة السويداء، ازدحاماً كبيراً، شبه يومي، وسط إقبال كبير على السفر، في ظل الضائقة المعيشية التي تعصف بالبلاد.

وكالعادة في مؤسسات الحكومة السوريّة، التي يستشري الفساد فيها، فقد استغلّ العديد من العاملين والمسؤولين في الدوائر التي لها علاقة باستصدار الجوازات، إقبال المواطنين، ليتبزّوهم ماليّاً بغية الإسراع بإصدار الجواز.

ووفق مصادر مطّلعة، فإنّ تكلفة الرشاوى لاستخراج الجواز تصل إلى أكثر من مليون ليرة سورية،  بينما تتراوح أنواع الخدمات الأخرى كتقريب الموعد وغيرها من الأمور بين 100 ألف وحتّى 800 ألف ليرة. وتُدفع هذه الرشاوى لوسطاء على صلة بمسؤولين في الهجرة.

وتداولت منصات التواصل الاجتماعي يوم السبت، صوراً لمئات المواطنين المتكدّسين أمام فرع الهجرة والجوازات، بما يزيد عن 900 شخص. يقول أحد المتواجدين للسويداء 24: “بعد معاناة كبيرة فُتح الباب ودخل على مرحلتين حوالي 40 شخص معظمهم نساء.”

مضيفاً، أن شرطياً ادّعى أخذ الدور ل450 شخص، عندها كذّبه الحاضرون، ليأتي الضابط ويعترف أنهم لم يدخلوا سوى 60 شخصاً وهذه قدرتهم الاستيعابية”. وبعد أخذ ورد، انتهى الأمر بأن عاد الباقين أدراجهم خائبين لتبدأ عملية البحث عن وسيلة “ملتوية” عبر الرشاوى.

وعلمت السويداء 24 من مصادر خاصة، أن محافظ السويداء نمير مخلوف، حصل على استثناء من دمشق بمضاعفة القدرة الاستيعابية، من 60، إلى 120 جواز سفر يومياً، وذلك بعد حالة غضب واستياء في صفوف المراجعين.

الإبتزاز بدءاً من شعب التجنيد

كشفت السويداء 24 عن حيلة يقوم بها موظفون في شعب التجنيد من أجل إلزام الشاب بدفع رشاوى لهم، حيث يقوم الموظف المعني، بكتابة الاسم ناقصاً حرفاً من الاسم أو الكنية، أو بيانات المسافرين، ليضطر الشخص إلى العودة إلى شعبة التجنيد ودفع مبالغ مالية لتصحيح الخطأ وبالسرعة المطلوبة.

ويؤكّد مصدر في الجوازات، أنه من أصل 30 رخصة سفر لم يتم دفع رشاوى من قبل أصحابها إلى شعبة التجنيد، تم كتابات بيانات 20 رخصة بشكل خاطئ وإجبار أصحابها على دفع الأموال مقابل تعديلها.

مهنّد،ر من مدينة السويداء، لم يستطع أخذ دور له على “منصة” كون الموقع يتطلب إنترنت سريع واوقات محددة فقط. وقال للسويداء 24 إن صديقاً له نصحه بالتواصل مع أحد المتنفّذين في “الهجرة والجوازات” وعندما اتصل معه أعلمه الأخير أنّه يستطيع أن استخراج جواز السفر بأقل من أسبوع وبتكلفة “قليلة” وفق تعبيره، لاتتجاوز 300 دولار.