تطوع السوريين في غزو اوكرانيا: دعاية روسية ؟

منذ إعلان الرئيس الروسي بوتين، السماح بمشاركة متطوعين من سوريا والشرق الأوسط، في غزو اوكرانيا، يبحث الطامعون برواتب شهرية مغرية عن كيفية التسجيل، في ظل الضائقة المعيشية في سوريا.

وزعمت روسيا وجود 16 الف متطوع، وتشير المعطيات إلى أن الأرقام مبالغ فيها، فحتى اليوم، لا توجد آلية رسمية لتسجيل المتطوعين، مع انتشار الكثير من الشائعات، مثل فتح باب الانتساب عبر شعب التجنيد في المحافظات، أو من خلال السفارة الروسية، أو وجود مراكز تسجيل رسمية في المحافظات.

وفي ظل غياب أي تصريحات رسمية من الجانب السوري، يتجه الراغبون بالتطوع، بحثاً عن رواتب شهرية مغرية، يتم الترويج لها، إلى قادة ميليشيات موالية، ومستقطبين ساهموا بعمليات التجنيد إلى ليبيا لصالح القوات الروسية.

بين السفارة وشعب التجنيد

راجع عشرات الأشخاص السفارة الروسية، في دمشق، خلال الأيام الماضية، للاستفسار عن امكانية المشاركة في غزو اوكرانيا مع الجيش الروسي، وإن كانت روسيا ستقدم تعويضات للمتطوعين. اليوم الاثنين تجمع بضعة أشخاص أمام السفارة الروسية، التي لم تسمح لهم بالدخول. وأخبرهم أحد الموظفين، عدم وجود تطوع عبر السفارة.

وانتشرت شائعات حول تسجيل شعب التجنيد في سوريا، أسماء الراغبين بالقتال في اوكرانيا. مصدر في شعبة تجنيد السويداء، أكد للسويداء 24 عدم صحة هذه الشائعات، وقال إن شعب التجنيد لم تتلقى أي تعليمات لتسجيل طلبات المتطوعين. ونوّه المصدر إلى أن الشائعات، دفعت بعض الشباب لمراجعة شعبة التجنيد والاستفسار عن التطوع مع روسيا.

شركات أمنية تفتح باب التسجيل

جندت روسيا منذ مطلع 2020، آلاف الشباب السوريين ونقلتهم إلى ليبيا، عبر شركات أمنية سورية وروسية، مثل الصيّاد، وفاغنر. وتعتمد تلك الشركات على مندوبين ومستقطبين ينتشرون في المحافظات، مهمتهم جمع أسماء المنتسبين. بعض اولئك المندوبين، أعلنوا فتح باب التسجيل إلى اوكرانيا خلال الأيام الماضية.

شركة الصيّاد لخدمات الحراسة والحماية، فتحت قبل يومين باب الاستقطاب إلى اوكرانيا، وفق رواية مندوبيها. وتشترط أن يتمتع المتطوع بخبرة عسكرية، ومشاركته في عمليات قتالية سابقاً. أحد مندوبي الصياد، في السويداء، قال في تصريح خاص للسويداء 24، إن الشركة طلبت منه تسجيل اسماء 200 شخص.

وتقول الشركة لمندوبيها، إن السفر سيكون خلال اسابيع، ولم توضح حتى اليوم شروط عقود التسجيل، مثل قيمة الرواتب الشهرية، وطبيعة التعويضات في حالة الإصابة أو الموت. وأضاف المندوب الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن عدد الذين سجلوا اسمائهم في السويداء، لم يتجاوز 30 شخص حتى اليوم.

وأوضح أنه يطلب تصريحاً خطياً منهم، وحضور أحد أفراد عائلتهم عند التسجيل، لأن “الامر هذه المرة يختلف عن ليبيا والشركة تقول أن المهمات قتالية في اوكرانيا”.

عمليات نصب محتملة

يطلب بعض المندوبين، صوراً شخصية، مع صور هوية، أو إخراج قيد، ونسبة مالية من كل شخص يرغب بالتسجيل، تتراوح بين 25-50 ألف ليرة سورية، ويقدّمون وعوداً برواتب، تصل إلى 3 آلاف دولار شهرياً. وتبدو الرواتب المزعومة، مبالغٌ فيها، وربما يسعى بعض المندوبين لعمليات نصب على غرار التي حصلت عند إعلان السفر إلى فنزويلا العام الماضي.

ياسر،ع، سجل اسمه عند مستقطب في ريف دمشق، كان قد سهل له السفر إلى ليبيا مع الروس العام الماضي. يقول ياسر إنه لا يدرك أسباب وخلفيات الحرب في اوكرانيا، لكنه يسمع عن رواتب مغرية ستقدمها القوات الروسية. وأضاف أنه دفع 25 الف ليرة للمستقطب، الذي وعده بصدور موافقات السفر خلال أيام.

صائدو النازيين

أعلنت ميليشيا صائدو داعش عبر قناتها على تلغرام، فتح الاستقطاب في يوم الخميس القادم، وطلبت من الراغبين، الحضور إلى مركزها في منطقة الصايد، بريف حمص. وقالت إنه سيتم في نفس اليوم اختبار فحص قبول للقادمين وتحديد المقبولين، وحددت الوثائق المطلوبة: هوية الشخصية، بيان وضع تجنيدي. ونوهت إلى أن الأعمار المتاحة أكثر من 23و أقل من 49، وسيتم الاختبار وتحديد المقبولين، استدعائهم للعمل في وقت لاحق عند الحاجة، دون تحديد الوجهة.

ونشطت الميليشيا التي شكلتها روسيا، في عمليات التجنيد إلى ليبيا خلال العامين الماضيين. مصدر مقرب من القوات الروسية في سوريا، قال إن قاعدة حميميم، تلقت طلبات “تطوع” من أفراد، وقادة تشكيلات عسكرية، وميليشيات موالية للنظام، خلال الأسابيع الماضية. ومعظم المتقدمين، من منطقة سهل الغاب في ريف حماة، ومحافظتي طرطوس واللاذقية.

وأضاف أن قيادة قاعدة حميميم، تسعى لتنظيم “المتطوعين” ضمن وحدة عسكرية، قد تحمل اسم “صائدو النازيين”، ومن المحتمل إرسالها إلى اقليم الدونباس، شرقي اوكرانيا. وقال إن  تشكيلات عسكرية تعمل بإشراف القوات الروسية تحديداً، هي المرشحة للانتقال إلى اوكرانيا. ورغم هذه التصريحات ينفي ضابط من الفيلق الخامس الذي شكلته روسيا، في تصريح للسويداء 24، تلقيهم أي تعليمات بخصوص السفر إلى اوكرانيا.

ووثقت السويداء 24 تجنيد آلاف الشباب السوريين عبر القوات الروسية، وزجهم في ليبيا، ومنذ شهرين توقفت روسيا عن إرسال المرتزقة إلى ليبيا لأسباب غير معروفة. ويبدو أن السفر إلى اوكرانيا مرتبط بتطورات الحرب هناك، ومن الواضح أن التصريحات الروسية عن المتطوعين، تأتي في سياق الدعاية عن وجود تأييد واسع لعملياتها العسكرية، ورداً على التصريحات الاوكرانية بتشكيل فيلق من المتطوعين الاوروبيين.