السويداء: عندما يصبح الفيس بوك منصةً للمحاكمة

بعد اسبوعين على اختفاء حسام ناهي درويش في ظروف غامضة، قالت عائلته في بيان إنها تبيّنت احتجازه عند آل رضوان، وطلبت تسليمه للقضاء إذا كان مذنباً.

حسام من مواليد 1999، اختفى يوم 7 آذار الفائت عند خروجه من المنزل لشراء بعض الحاجيات، وهو المعيل الوحيد لأُسرته وفق البيان. لكن لم يصدر أي رد من آل رضوان، ونفى بعض شباب العائلة تلك الاتهامات مؤكدين أن حسام ليس محتجزاً لديهم.

وبينما تنفي عائلة حسام تجاوزه للقانون، نشرت صفحة وهمية بعد يومين من اختفاءه، اتهامات له بعمليات سرقة مضخات مياه من المنازل، وسلب سيارات. لتطالب عائلته بتسليمه للقضاء المخول بمحاسبته إذا كان مذنباً.

وشهدت السويداء في الأسابيع القليلة الماضية، توقيف أكثر من 25 شخص، لدى فرع الأمن الجنائي، من المتهمين بعمليات سرقة وسلب وترويج مخدرات. الأمن الجنائي لم يتحرك لملاحقتهم، إنما سلمتهم جماعات أهلية متعددة، بعدما قبضت عليهم.

الملفت أن الفيس بوك بات منصة محاكمة غير عادلة للمقبوض عليهم، فكلما اوقفت جماعة أهلية شخصاً، تنشر صوره مكبلاً بطريقة مهينة، وتُدينه بالجريمة التي تتهمه بها، مع أن “المتهم بريء حتى تثبت إدانته”، فماذا لو ثبتت براءة بعض المتهمين ؟ الا تخالف تلك الجماعات القانون بنشر صور المتهمين واسمائهم والتشهير بعائلاتهم ؟

وحتى اليوم لم تؤدي هذه التحركات لالقاء القبض على متزعمي العصابات البارزة، فمعظم المقبوض عليهم من “اللصوص الصغار”. والمثير للسخرية، أن بعض العصابات تتولى مهمة القبض على اولئك اللصوص  وكل هذا يحدث في ظل ضعف دور السلطة القضائية، وتمادي الأجهزة الأمنية والجماعات المحلية التابعة لتلك الأجهزة على القضاء والقانون.