السويداء: مجموعة أمنية “اخطأت الهدف”

كشفت حادثة استهداف عائلة من المدنيين على طريق دمشق السويداء، عن مجموعة محلية، مكلفة بعمليات اغتيالات، وتعمل بالتنسيق مع فرع أمن الدولة.

الجريمة التي هزت المحافظة أمس الثلاثاء، تمثلت باستهداف مسلحين لعائلة مؤلفة من أب وأم وثلاثة أطفال، بعد اعتراض سيارة تقلهم. التفاصيل انكشفت بعد اعتراض مجموعة مسلحة تابعة لشعبة المخابرات العسكرية، يقودها راجي فلحوط، للفان الذي كان يستقله المسلحون عندما استهدفوا العائلة.

الأخوان أشرف وأيهم عبيد، ووهيب مرشد، كانوا من ضمن المجموعة التي استهدف السيارة المدنية. يقول راجي فلحوط إنه اعترضهم في بلدة عتيل بعدما تعقبهم أثناء مطاردتهم للسيارة المدينة، وتمكن من اوقيفهم ونقلهم لمنزله للتحقيق، ثم تسليمهم ليلة الثلاثاء لفرع الأمن الجنائي.

وحسب ما تسرب من معلومات عن اعترافاتهم، فإن اولئك الثلاثة يتبعون لمجموعة المقاومة الشعبية، التي برزت مؤخراً بإعلانات القبض على بعض اللصوص. وتشير التسريبات إلى أنه تبين وجود مهمات معهم لصالح فرع أمن الدولة، وأن عملهم بالتنسيق مع العميد سالم الحوش، كما تضم مجموعتهم أخرين بينهم مجدي نعيم، وخالد نمور قائد ما يسمى المجموعة الشعبية.

ويبدو أن المجموعة أخطأت الهدف، فاعترافتهم تشير إلى أنهم كانوا يتعقبون رأفت بالي من مدينة صلخد، وظنّوا أنه بداخل السيارة المرسيدس السوداء التي اعترضوها وفتحوا النار عليها. تبدو الاعترافات منطقية، سيما وأن راجي الجرماني، رب الأسرة المستهدفة، ليس من أصحاب الأسباقيات، ومعروف بقرية أم الزيتون بعدم وجود خلافات له مع أحد.

وتكشف هذه الجريمة النكراء، العقلية الأمنية الساذجة التي تتمتع بها أجهزة المخابرات في السويداء؛ هذه الأجهزة التي أوغلت بالانتهاكات، وعملت الكثير من عصابات الخطف والقتل تحت رعايتها. وتكشف أيضاً عن مجموعة من المجرمين الذين لا يختلفون عن عصابات الخطف والقتل، ويدعون ملاحقتهم للعصابات، فهل تسعى الأجهزة الأمنية إلى تحويل السويداء لسيناريو مشابه لمحافظة درعا، التي تشهد عمليات اغتيال شبه يومية، منذ سيطرة النظام عليها عام 2018.

ولا تزال عائلة الجرماني تتلقى العلاج في مشفى السويداء الوطني، فهل تمر هذه الجريمة النكراء مرور الكرام، كما غيرها، وتطلق الأجهزة الأمنية سراح المجرمين الثلاثة كون المجرمين من “عظام الرقبة” ؟