تستغلُّ بعض الشركات والعديد من السماسرة، المواطنين وتأخذ منهم مبالغ تبدأ بآلاف الليرات وتصل إلى 100 دولار، للتسجيل على دور ضمن المنصّة التي أطلقتها وزارة الداخلية السورية لإصدار جوازات السفر.
ويبدأ الحجز على المنصة في أوقات محددة يوميّاً من الساعة 9:55 وحتّى 10:05 دقائق صباحاً، ومن الساعة 2:55دقيقة وحتى 3:05 بعد الظهر، أي لوقت لا يتجاوز العشر دقائق في الفترة التي يحاول التسجيل فيها آلاف الأشخاص.
وبسبب هذا “التعجيز” من الوزارة للمراجعين، انتشر “سماسرة الحجوزات”، وهم اما من أصحاب المكاتب التي تعمل بتعقيب المعاملات أو من الموظفين في الوزارة. ويطلب السمسار صور هوية عن المراجع ودفع مبالغ تبدأ بعشرين ألف ليرة دون أي ضمان بالتسجيل، أو يطلب السمسار مبلغ 60 ألف عن كل شخص.
اللافت في هذا النوع من الحجوزات عدم وجود ضمان بالتسجيل على الدور حيث يقول السمسار للمراجع أنّ المبلغ المطلوب فقط للمحاولة، ويشترط عليه، في حال نجاح التسجيل بالدور إكمال أوراق الجواز عنده في المكتب.
صفحة على موقع “فيسبوك” نشرت إعلاناً عن تقديمها خدمات للتسجيل على المنصة، وتدّعي أنها لا تأخذ أي أرباح من هذه الخدمات، بينما التكاليف تذهب لجهات أسمتها “بالخاصّة”. ورغم الخدمة الخالية من الأرباح التي تدّعيها الشركة فإن رسوم التسجيل للشخص الواحد 60 دولار وللعائلة 90 دولار، على أن يتم تسجيل الموعد من يوم واحد إلى ثلاثة أيام.
وتشهد سوريا أزمة في إصدار جوازات السفر منذ منتصف العام الفائت. ولم تفي الحكومة بوعودها المتكررة لحل الأزمة، بل فتحت الباب أمام مشكلات جديدة من خلال إطلاق خدمة التسجيل الإلكتروني، لتجبر المواطنين على الوقوع في فخ السماسرة، ودفع تكاليف باهظة فقط لتسجيل الدور، ناهيك عن تكاليف إصدار الجواز الذي لا يتيح السفر إلى لبضعة دول حول العالم.