شهدت السويداء حملة ضد متهمين بترويج المخدرات وعمليات السرقة، خلال الأسابيع القليلة الماضية، تقودها مجموعات محلية مدعومة من فرعي المخابرات العسكرية، وأمن الدولة.
بداية الحملة كانت في بلدة عتيل، عندما اختفى يزن،ك في ظروف غامضة مطلع آذار الماضي. يزن يعد من أبرز مروجي مخدر الشبو، وتسربت صور عن هاتفه المحمول توضح تعاطيه للمادة مع مجموعة من اليافعين: أيهم،ع، ونديم،ع، ويوسف،م.
وبعد اسبوع من اختفاء يزن، طاردت مجموعة محلية مسلحة تابعة لشعبة المخابرات العسكرية، في بلدة عتيل، أيهم، ونديم، ويوسف، واحتجزهم بعد تبادل إطلاق نار. ويبدو أن أحدهم أصيب أو قتل خلال الاشتباك، كون الدماء كانت تملأ سيارتهم، وأثار الرصاص واضحة عليها.
عائلة أيهم ونديم، ردت في بيان يشجب “الطريقة البشعة” التي تعاملت فيها المجموعة المسلحة مع ابنيها، وقالت إنه تم اقتيادهما إلى جهة مجهولة “بطريقة إرهابية”، زاعمة عدم وجود أي مذكرة بحث أو إستحضار بحقهما، من أي جهة كانت، وأنهما غير مطلوبين للخدمة العسكرية كونهما وحيدين.
وقالت العائلة إن “الدولة هي الجهة الوحيدة المخولة بمحاسبة أولادنا ونطالب من الجهات المعنية القيام بدورها ومعرفة مصير أبنائنا وبأسرع وقت”. في حين واصلت مجموعة الأمن العسكري عمليات المداهمة واحتجاز “المطلوبين” في بلدة عتيل، وكانت أخر عملياتها القاء القبض على هيسم،ن وعمران،ف. ومن المحتمل أنها تنقل المحتجزين إلى شعبة المخابرات في دمشق مباشرة.
الملفت أن جميع افراد المجموعة التابعة لشعبة المخابرات العسكرية، مطلوبون للقضاء بجرائم خطف وقتل وتهريب، لكن تبعيتهم للشعبة، يبدو أنها تمنحهم “حصانة”، بل و”تخولهم” ممارسة مهام الضابطة العدلية.
المقاومة الشعبية المدعومة من فرع أمن الدولة، نفذت أيضاً عمليات مداهمة، ضد من تقول إنهم مطلوبين بقضايا ترويج المخدرات والسرقات، واحتجزت في الأيام الماضية: مأمون،ر، وايهم،ر، وعمران،ه، ورامي،ذ. ورغم تورط المقاومة الشعبية، بجريمة مروعة، على طريق دمشق السويداء، قبل اسبوعين، راح ضحيتها شخصين أحدهما طفل، إلا أنها واصلت نشاطها، ويبدو أن جريمة الاتستراد “تمت لملمتها”.
يذكر أن الاجهزة الأمنية أرسلت تعزيزات كبيرة إلى السويداء، في شباط الماضي، ونشرت نقاط تفتيش في محيط مدينة السويداء، وبات واضحاً أنها تعتمد على مجموعات إجرامية “لتطبيق القانون” بعدما ادعت عند مجيئها أنها ستفعل الضابطة العدلية، فهل تفعيلها يكون بملاحقة المجرمين الكبار، للمجرمين الصغار ؟ أم أن المحافظة تشهد حفلة كباش بين أجنحة متصارعة ضمن فروع أجهزة الأمن ؟