السويداء: اجتماع للقوى الوطنية وتأكيد على الحل السياسي

عُقد في مدينة السويداء صباح اليوم الاثنين، اجتماعٌ ضَمَّ ممثّلين من القوى والهيئات الوطنية والاجتماعية والحقوقية والأهلية، وشخصيات مستقلّة ومعارضة، بناءً على دعوة اللجنة الوطنية في المحافظة.

لجنة المتابعة في اللجنة الوطنية، قدّمت ورقة عمل  تتضمن محاور  عدّة، حول المشهد العام في المحافظة ( الواقع والآفاق)، وتفعيل دور المكونات الوطنية والاجتماعية. وأجمع الحاضرون على أنّ المحافظة جزءٌ أصيل من الوطن السوري، وانقاذها من ظروفها العصيبة رهنٌ بإنقاذ الوطن من محنته عبر الحل السياسي المستند إلى قرارات الشرعية الدولية.

لافتين إلى أنّ هذه القرارات “تفضي إلى التغيير الوطني الجذري والشامل، وعبور سوريا إلى الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة الموحدة أرضاً وشعباً لجميع أبنائها، والخالية من الظلم والفساد”. كما اعتبر المجتمعون أنّ الدول التي تتناحر فيما بينها على الأراضي السورية هي قوى محتلّة: “تخوض حربها من أجل أجنداتها على الأرض السورية وبالوكالة، عبر قوى محلية وميليشيات طائفية، مما أدى ويؤدي إلى التدمير الواسع للبلاد وإفقار الشعب وتهجير أبنائه.”

وتطرّق المجتمعون إلى توصيف التدهور المريع للوضع الاقتصادي- الاجتماعي، والفوضى الأمنية وغياب القانون في المحافظة، واستغلال الفقر والبطالة “لتفريخ” المرتزقة وتجارة المخدرات والعصابات التي ترتكب أفضع الجرائم.

كما نوّهوا إلى تقاعس السلطات المسؤولة وغيابها المريب، وإجراءاتها التي فاقمت الأوضاع كإجراء رفع الدعم الذي زاد من إفقار الناس وأدى إلى الحراك الشعبي السلمي والإحتجاجات في عدة مدن وأرياف المحافظة، وفق تعبيرهم.

كما أجمعوا على ضرورة مواجهة كل هذه المخاطر، والجهة والالية التي سيتم العمل بها، ودور القوى الوطنية والاجتماعية في هذه المواجهة، فضلاً عن معرفة أسباب الاختلافات بين هذه القوى رغم أهدافها الموحّدة.

ومن بين الحلول التي طرحها المجتمعون:

العمل المشترك على تدقيق الرؤية والخطاب وبعض المصطلحات مثل: الفرق بين مفهوم الدولة والنظام والسلطة.. وعلى سبيل المثال التفريق بين مفهوم المؤسسات التي هي ملك الشعب ويجب الحفاظ عليها، وبين أدائها الفاشل والفاسد الذي ينبغي الوقوف ضده ومحاربه.

تَبَنِّي مطالب الناس الاقتصادية- الاجتماعية وحقوقهم العادلة والدفاع عنها بمختلف الوسائل السلمية المتاحة ، ودعم وتأييد الحراك الشعبي السلمي والإرتقاء به عن طريق اشراك الشرائح الاجتماعية صاحبة المصلحة الحقيقية، والتركيز على ما يجمع واستبعاد ما يفرِّق. والانفتاح على النساء والشباب والتشاور معهم وإشراكهم في جميع النشاطات المشتركة وغيرها من الحلول.

وفي ختام الاجتماع تم التطرق إلى مخاطر نشوب حرب عالمية تلوح في الآفاق وتهدد البشرية جمعاء، وكذلك الحرب على أوكرانيا وانعكاساتها على المسألة السورية، و”مخاطر التقاسم وشبح التقسيم الذي يتجول في الأرجاء السورية”.