مع ارتفاع أسعار حليب الأطفال، تزايدت أعداد حالات سوء التغذية عند الأطفال، في محافظة السويداء، بسبب اضطرار الأهل، استبدال الحليب المخصص لهم، بحليب الأبقار والأغنام.
ويتراوح سعر عبوة الحليب الواحدة للأطفال، بين
14-18 ألف ليرة سورية، وفق رصد مراسل السويداء 24 في الصيدليات. وتكفي العبوة الواحدة الطفل الرضيع، بين 3-5 أيام، ويحتاج شهرياً بين 6-10 عبوات، بتكلفة تتراوح بين 150-200 ألف ليرة سورية. وتشكل هذه المبالغ فجوة كبيرة، مقارنة بمتوسط رواتب الموظفين: 75-100 ألف ليرة.
ونتيجة هذا الارتفاع الكبير بالأسعار، يلجأ الكثير من الأهالي للاستعاضة عن حليب الأطفال، بحليب الأبقار والأغنام، وهو غير مناسب كبديل للرضاعة في شهور الطفل الأولى، رغم احتوائه على مواد ضرورية لبناء العظام. لكن الأطباء ينصحون بالامتناع عن إعطاء حليب البقر للرضيع في شهوره الأولى.
ولا تكمن المشكلة فقط بارتفاع أسعار حليب الأطفال، إنما بعدم توفر كميات كافية منه في الصيدليات، بسبب انقطاع اصناف، واحتكار أخرى نتيجة إحجام التجار عن التوزيع، بغاية رفع الاسعار.
رئيس قسم الأطفال في مستشفى السويداء الوطني، د.وليد حمزة، قال لصحيفة الوطن: إن المستشفى يقدم العلاج المناسب للأطفال المصابين، وتحوّل حالات سوء التغذية الثانوي إلى قسم الأطفال لمعالجتهم وإعطائهم الحليب المقدم من الوزارة. وأوضحت منسقة الصحة بفرع الهلال الأحمر في السويداء، نور وهب، أنّ هذه الحالات من سوء التغذية قديمة، لكنها شهدت تزايداً في الآونة الأخيرة.
حفاظات الأطفال، تسجل أسعاراً مرتفعة أيضاً، تبدأ من 10 آلاف ليرة، وتصل إلى 25 الف ليرة، حسب الجودة. ويحتاج الطفل الرضيع ما لا يقل عن 75-100 ألف ليرة، ثمن حفاظات شهرياً. ناهيك عن ارتفاع اسعار الادوية والفحوصات الطبية وغيرها من الاحتياجات الضرورية للأطفال.
غياب الدور الرعائي المفترض للدولة، يطال حتى الأطفال، فلا رقابة على الأسعار المرتفعة، ولا حلول مقترحة لتوفير احتياجات الأطفال، بما يتناسب مع الدخل المتدني للمواطن السوري. والحديث اليوم عن تزايد حالات سوء التغذية للأطفال، يوضح مدى التدهور المستمر في الأوضاع المعيشية والاقتصادية.