في ظروف غامضة، ومثيرة للشكوك، استهدف مسلحون مجهولون العقيد الطيار المتقاعد، وسيم سلام القلعاني، يوم الجمعة، مما أدى لإصابته بجروح بالغة، فارق الحياة على إثرها اليوم السبت.
ومع تضارب الروايات، حول طبيعة الإصابات، قال مصدر طبي في المشفى الوطني، إن الضحية كان مصاباً بثلاث شظايا، في الرأس والصدر، وتم إدخاله قسم العناية المركزة فور إسعافه إلى المشفى، لكن خطورة الإصابات، أدت لوفاته.
القلعاني، المنحدر من بلدة شقا، والمقيم في مدينة شهبا، كان يستقل سيارته بعد ظهر الجمعة، على طريق مردك – شهبا، وتم استهدافه في ظروف غامضة قرب مدرسة تعليم القيادة، والمعلومات تشير إلى انفجار قنبلة، وعيارات صيد. لا تعلم عائلته حتى الآن، الأسباب التي دفعت القتلة لاستهدافه، سيما وأنه يتمتع بسمعة طيبة، وليس له خلافات أو مشاكل مع أحد.
الشكوك تتراوح بين تعرض الضحية لمحاولة خطف، أو سلب سيارة. لكن طريق مردك – شهبا حيوي في مثل هذه الأوقات، وربما تتجنب العصابات، سرقة السيارات أو الخطف عليه، خصوصاً أن الاستهداف انتهى بمقتل الضحية، وتركه على قارعة الطريق مع سيارته، في مشهد يُذكر بما حصل مع عائلة راجي الجرماني، قبل اسبوعين، عندما قُتل مع أحد أطفاله، بعد أن “اخطأت الهدف” المجموعة التي كانت تطارده، وتظنه شخصاً مطلوباً للأجهزة الأمنية.
أحد أقارب القلعاني، قال للسويداء 24، إن عائلته لم تتهم أحداً حتى الآن، وأوكلت “الجهات المختصة” بمتابعة القضية، وكشف الفاعلين وتقديمهم للقضاء. مؤكداً أن الضحية ليس له خلافات مع أحد، حتى أنه لا يملك سلاحاً، وقد افتتح ورشة في صناعية مدينة شهبا، من التعويض الذي حصل عليه بعد تقاعده.
ويبدو من الصعب التخمين في الحادثة، وسط كل هذه الفوضى التي تعيشها المحافظة، لكن من الضروري طرح بعض الاسئلة: ما سبب تزامن الجريمة مع إطلاق نار على طريق سليم – قنوات ؟ ولماذا تعتمد الأجهزة الأمنية على مجموعات محلية لتنفيذ مهامها رغم وصول تعزيزات ضخمة لها من دمشق منذ شهرين ؟ وما سر الغموض في جريمة القلعاني وقبلها الجرماني ؟