السويداء: الحملة الأمنية تشكو كحال المواطنين ؟

بعد مرور شهرين على إرسال السلطات الأمنية، تعزيزات كبيرة إلى السويداء، تعلو أصوات بين عناصر الحملة، لإعادتهم إلى اماكن خدمتهم، بسبب عدم قدرة الدولة على تحمل اعباءهم.

أحد عناصر الحملة، قال للسويداء 24، إن السلطات لم تخصص أماكن مناسبة، لإقامة عناصر التعزيزات، فمنهم استقروا في خيم تم نصبها عند نقاط تفتيش ومفارز، وأخرون يمكثون في ممرات المراكز الأمنية والحكومية. والبعض يضطر للنوم في حافلات المبيت.

ولفت إلى غلاء الأسعار، حتى في الندوات المخصصة للعناصر الحكومية، ناهيك عن إطالة أوقات الدوام: كُنا في دمشق اسبوع دوام مقابل اسبوع عطلة، والآن نقضي اسبوعين في الدوام، حتى يتم السماح لنا بالإجازة، رغم أن عناصر الشرطة والأمن الذين يخدمون في السويداء لم تتغير أوقات دوامهم”.

وقال العنصر الذي فضل عدم ذكر اسمه: إن سوء الاوضاع المادية والاقتصادية، يدفع الكثير منهم للعمل في أوقات الإجازة. و”الآن مع إطالة مدة دوامنا، لم نعد نعمل، واصبحنا نستدين من الأقارب والمعارف، لتأمين مصروف عائلاتنا”.

ورصدت السويداء 24، مناشدة العديد من عناصر الحملة، لوزير الداخلية: نحن عناصر مهمة السويداء، قدمنا في الشهر الثاني، وضعنا سيء، والإقامة سيئة، ننام في الخيم و(الكوريدورات)، ننتشر على النقاط بشكل يومي ودائم، ولسنا مكلفين إلا بالوقوف، مع العلم هناك عناصر مدعومة لا تخرج في المهمات، وهناك عناصر لها 22 سنة خدمة وتُكلف بالمهمات، نرجو انصافنا ولكم الشكر.

السلطات الأمنية، كانت قد ارسلت تعزيزات ضخمة إلى السويداء، في شباط الفائت، من قوى الأمن الداخلي، وأجهزة المخابرات، تم استقدامها من فروع أمنية في دمشق ودرعا وحمص، بالتزامن مع موجو احتجاجات شعبية شهدتها محافظة السويداء، ضد سياسات الحكومة السورية.

ورغم إعلان مسؤولي السلطة، أن الهدف من إرسال التعزيزات: تفعيل الضابطة العدلية ومكافحة الإنفلات الأمني، إلا أن تلك التعزيزات لم تُبدي أي فعالية تُذكر، وانكفأت بعد صدامات مع مجموعات أهلية.

ولم تُفعل الضابطة العدلية كما زعم المسؤولين، إنما تم تحريك مجموعات محلية مسلحة تابعة للأفرع الأمنية، ومتورطة بالفلتان الأمني، لملاحقة بعض المطلوبين، لتشهد المحافظة جرائماً غير مسبوقة، منها مقتل طفل بعد استهداف عائلته من مجموعة أمنية “اخطأت الهدف”.

يذكر أن غرفة تجارة السويداء، قدمت 400 حصة غذائية لعناصر الحملة الأمنية، عند قدومها، باقتراح من المحافظ. ومن المحق طرح اسئلة، بعد مرور شهرين على استقدام تلك التعزيزات: لماذا تصر السلطة على الحلول الأمنية للمشاكل الاقتصادية ؟ وما سبب بقاء الحملة حتى اليوم دون أي فعالية؟ الا يخجل أصحاب القرار من الرد على المطالب المعيشية بإرسال تعزيزات لا تستطيع الدولة تحمل اعباءها ؟