السويداء: شباب تتقطع بهم السبل في دولة افريقية

يرزح الشباب في محافظة السويداء، تحت ظل واقع معيشي غاية في الصعوبة، أجبر كثيرين منهم للبحث عن أي فرصة للسفر، ما جعل بعضهم يقعون عرضة للنصب والاحتيال، ويصلون إلى دول لا يجدون فيها مكاناً يأويهم. وتستغل شبكات وأشخاص هذه الظروف، ليقدموا عروضاً مغرية للسفر، لكنّها مغايرة للواقع، وأوقعت العديد من الشبان في شباكهم مما سبب خسائر مادية فادحة لهم.

شابٌّ من السويداء وقع ضحية أحد المكاتب قال للسويداء 24: إنّ مكتب سفريات في السويداء عرض اعلاناً عن إمكانية شراء فيزا عمل إلى دولة ساحل العاج، في افريقيا، متضمّنة عقد عمل “جيد” ومسكن. مضيفاً: أنّه دفع 2500 دولار ثمناً للفيزا، وسافر فعلاً إلى ساحل العاج، إلا أنه تفاجئ عند وصوله بأن جميع الوعود كاذبة، فلم يجد عملاً ولا مسكناً، كما أوهمه مكتب السفريات.

ومايزيد الأمر سوء، أن الشاب علم عند وصوله أنّ ثمن الفيزا أقل بأضعاف مما دفعه للمكتب.

وفي شهادة أخرى، يقول شاب تعرّض للنصب  إنّه تواصل مع شاب مسافر إلى “ساحل العاج” وأخبره الأخير أنّ الوضع جيد وشجّعه على السفر واعطاه رقم شاب من السويداء في الدولة الإفريقية لمساعدته.

مردفاً، أنّ الشاب أخبره أنه يملك شركة مقاولات وسيقوم بتأمين العمل والمسكن له، فسافر الضحية رفقة عشرة من رفاقه، ودفع كلٌ واحد منهم مبلغ 1600 دولار، وبعد وصولهم الى ساحل العاج علموا أنهم وقعوا في ضحية عملية نصب حيث لم يجدوا عملا أو مسكناً كما تم وعدهم.

“اكتشفت أنّ الشاب الذي شجعني على السفر يستلم مبلغ 400 دولار عن كل شخص يقوم باقناعه بالسفر”.

هذا ويبيع العديد من الشبان أراضٍ وعقارات، أو كل ما يملكون أحياناً لتأمين، ثمن فيز عمل خارج البلاد في ظل واقع معيشي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، كل ذلك، تحت أنظار قيادة، يصفها الإعلام الرسمي “بالحكيمة”، وفي ظل غياب الدور المفترض للدولة، في مكافحة شبكات النصب.

وقد يكون مفهوماً بحث الشباب، عن أي طريقة للسفر والعمل خارج سوريا، لكن من غير المنطقي الاعتماد على أشخاص غير موثوقين، يستغلون ظروف ابناء جلدتهم القاهرة، طمعاً ببعض الأرباح، فكم من أسرة كانت تعقد أملها على سفر أحد أفرادها لتأمين لقمة العيش.