أطلقت السلطات الأمنية، سراح ثلاثة معتقلين، من عشائر السويداء، بينهم امرأة، في وقت متأخر، من مساء الخميس، واستلمتهم عائلاتهم من فرع الأمن العسكري بالسويداء.
مراسل السويداء 24، قال إن إطلاق سراح المعتقلين الثلاثة، جاء ضمن مرسوم العفو الذي صدر مؤخراً. وخلافاً للإجراءات المتبعة في بقية المحافظات، تم إرسال معتقلي السويداء المفرج عنهم، من دمشق، إلى فرع الأمن العسكري، وحضرت عائلاتهم واستلمتهم ليلاً.
وكان من بين المفرج عنهم الشاب ماجد البري، من أبناء عشائر بلدة المزرعة، في الريف الغربي للسويداء، والسيدة و،ر من عشائر قرية القصر، في الريف الشمالي الشرقي، كما ينحدر الشخص الثالث الذي تم الإفراج عنه من عشائر السويداء أيضاً، ولم تتوفر معلومات عن اسمه.
البري معتقل منذ عدة سنوات، وتنقل بين فروع أمنية مختلفة، بتهم تتعلق بالإرهاب، أما الامرأة فلم يمضي على اعتقالها أكثر من شهر، حيث اعتقلتها جهة أمنية في نيسان الماضي، عند أحد الحواجز في دمشق، عندما كانت تحاول إجراء معاملات، للبحث عن زوجها المعتقل منذ ثلاث سنوات.
في ذات السياق، ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي، بصورة شاب يبدو فاقداً للذاكرة، يلتحف بطانية، وبجانبه عكّازان، وقيل أن الصورة لأحد المعتقلين المفرج عنهم حديثاً، وانتشرت شائعات كثيرة حول مكان الصورة، وهوية الشخص الذي يظهر فيها، دون أن تتبنى نشرها أي وسيلة إعلام موثوقة.
ويبدو أن انتشار الصورة، أحيا آمال عائلة الشاب ماهر جمال عزام، المعتقل منذ عام 2013، وهو من أبناء السويداء وكان مقيماً في اشرفية صحنايا. عائلة ماهر تظّن أن الصورة تعود له، إذ قال شقيقه إنه توجه للبحث عنه في حديقتي تشرين والفيحاء بدمشق، ولم يعثر عليه، وأخبره القائمون على الحديقتين، أنهم لم يشاهدوا صاحب الصورة.
ربما يكون ماهر، وربما غيره، تبقى الحقيقة غير مكتملة، في ظل انعدام المسؤولية للسلطات السورية، التي تركت الكثير من المعتقلين، فاقدين للذاكرة، وأفرجت عن دفعات منهم في الشوارع، قبل أن تتخذ إجراءات بتحويل المفرج عنهم إلى المقرات الحكومية في محافظاتهم.
وأي مسؤولية لسلطة اعتقلت عشرات الآلاف من السوريين، طوال السنوات الماضية، والآن تفرج عن بعضهم بالقطّارة، لتُجمّل صورة صاحب العفو، ذلك العفو الذي يأتي بعد سنوات على تسريب صور لآلاف المعتقلين الذين قُتلوا تحت التعذيب، في أقبية الأفرع الأمنية.
وتؤكد السويداء 24، أن معتقلي الرأي من أبناء محافظة السويداء، وبالأحرى من تبقى منهم أحياءً، لم يتم الإفراج عنهم حتى اليوم، ويبدو أن العفو المزعوم لا يشملهم، ومنهم: حمود عقيّل، وفراس العريضي، وناصر بندق. كما تشير الشبكة إلى وجود أكثر من 60 معتقلاً، ومغيباً، من أبناء المحافظة، كثير منهم من أبناء العشائر، ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم.