انضمت طوابع الهلال الأحمر الأكثر استخداماً في معاملات المؤسسات الحكومية، إلى قائمة السوق السوداء، التي لم تعد تقتصر على المحروقات والخبز والمواد المدعومة، بعدما عطّل فقدان الطوابع، معاملات المواطنين بالسويداء في الآونة الأخيرة، واضطر بعضهم لشراء الطوابع بأسعار مضاعفة.
وكان سعر طابع الهلال الأحمر يبلغ 25 ل.س، قبل أن ترفع الحكومة سعره في آذار الماضي، إلى 200 ل.س. ومنذ الإعلان عن رفع السعر، بات من الصعب الحصول على الطابع، الذي لا يمكن إتمام الكثير من المعاملات بدونه، ما فتح الباب أمام تداوله في السوق السوداء، وبسعر لا يقل عن 2000 ل.س.
يونس،ح، قال للسويداء 24 إنه توجه إلى مديرية الشؤون المدنية، قبل يومين، لإتمام معاملة تتعلق باستصدار جواز سفر، إذ تحتاج المعاملة إلى طابعي هلال أحمر، ولم يتمكن من شرائهما، بسبب عدم توفرهما لدى المعتمدين، مما عطّل المعاملة، فاضطّر للبحث والاستفسار، حتى أرشده أحد المعتمدين إلى شخص، اشترى منه الطابع الواحد بقيمة 2000 ل.س.
بدوره أوضح أحد الباعة المعتمدين في أكشاك تصوير المستندات وبيع الطوابع ومغلّفات المعاملات لمراسل السويداء 24، أنّ فقدان الطوابع البريديّة من السوق، يأتي لعدم توفّرها لدى دائرة البريد، موضحاً أن مسؤولي البريد أطلقوا وعوداً لإعادة توفيرها خلال الأيام القليلة القادمة، دون ذكر أسباب فقدانها.
وتعتمد عشر جهات حكومية، طوابع الهلال الأحمر، لإمضاء المعاملات لديها، منها وزارة الداخلية في حال الحصول على جواز سفر أو استبداله أو تجديده، ووزارة النقل في معاملات شهادات السوق الخاصة والعامة وإضافتها على الرسوم السنوية للسيارات، وتسجيلها، وتغيير أو نقل ملكية السيارات.
كما تستخدمه وزارة الصحة في بعض التراخيص، وأؤضاً بعض المعاملات المتعلقة بمؤسسات الاقتصاد، والاتصالات، والزراعة، والسياحة، والكهرباء، والصناعة، والمهن الحرة وتراخيص البناء المنزلي وتراخيص بناء المنشآت التجارية والصناعية.
بيع الطوابع البريديّة في سوريا ليس مختلفاً عن دول العالم بالمجمل، إلّا أنّ التقيّد بها وعدم تيسير أشغال المواطنين، يفضح ما أفصحت به السلطة، عن التحوّل للحكومة الإلكترونيّة، وتسهيل اتمام المعاملات الشخصيّة.
وبرغم أهداف البريد السوري بغايات تداول الطوابع في تنمية هواية جمع الطوابع البريدية من خلال اصدار طوابع تذكارية وبيعها للهواة، نجدها اليوم المفصل في ترقية شؤون المواطنين، ولا بديل عن الظاهرة الدخيلة منذ زمن الاحتلال العثمانيّ في البلاد، سوى شعارات الحكومة الخلّبيّة في مسامع السوريين.