جراء تدني نسبة الأمطار، وموجات الجليد المتتالية، حلّت كارثة على مزارعي القمح والشعير في محافظة السويداء، تمثلت بعدم قابلية أكثر من 80% من محاصيلهم للحصاد؛ بخسارة تقدر بعشرات الملايين.
وفي اتصال مع أبو سامر، من أهالي ريف السويداء الشمالي الشرقي، قال إنه خسر كل محصوله من القمح، البالغ أربعين دونماً، بسبب موجة الصقيع التي ضربت البلاد في أواخر آذار/مارس. وأشار إلى أن الدونم الواحد كلّفه 50 ألف ليرة سورية، بين أجور الحراثة، وثمن القمح، لتصل خسارته إلى نحو مليوني ليرة.
وأضاف: “العواض بوجه الله”.. خسر معظم الفلاحين محاصيل القمح في الريف الشرقي، سواء الذين زرعوا في وقت مبكر، أو في وقت مٌتأخر، والسبب موجة الصقيع، وعدم هطول الأمطار في أخر فصل الشتاء”.
أحد المزارعين في بلدة عرى بريف السويداء الغربي، قال للسويداء 24، إن خسارته فاقت العشرين مليون ليرة سورية، بسبب تضرر موسم القمح. موضحاً أنه تضّمن حوالي 300 دونم، وزرعها كُلّها بالقمح، لتأتي موجة الجليد، وتقضي على كل المحصول.
ولفت إلى أن المزارعين الذين اعتمدوا على ري محاصيلهم، لم يتضرروا، لكنهم نسبة قليلة ممن تتوفر لديهم آبار خاصة. مضيفاً: “خسائرنا فادحة، يجب على وزارة الزراعة والحكومة أن تعوضنا عنها أو عن جزء منها على الأقل، أسوة بأخوتنا مزارعي الساحل الذين تم تعويضهم عن الحرائق في العام الماضي”.
وقبل يومين، صرّح مدير مدير زراعة السويداء أيهم حامد لصحيفة الوطن، أنه تبين بعد الكشف الحسي للمديرية على المحاصيل الحقلية من القمح والشعير البعل، أن الأراضي غير القابلة للحصاد بالقمح تتجاوز 83% من الأراضي المزروعة، في حين الأراضي المزروعة بالشعير تتجاوز تلك النسبة لتصل إلى 90%. موضحاً أن أسباب تدني الإنتاج: تأخر تساقط الأمطار بداية الموسم وقلتها بالمجمل، فضلاً عن الانخفاض الشديد لدرجات الحرارة خلال أشهر الشتاء.
كما لفت، إلى أنه تمت زراعة 33 ألفاً و688 هكتاراً من القمح البعل، خلال هذا الموسم، والتقدير الأولي لإنتاجه لا يتجاوز 1363 طناً فقط، كما أن المساحات المزروعة من الشعير البعل وصلت إلى 21 ألفاً و688 هكتاراً إلا أن التقديرات الأولية للإنتاج لم تتجاوز الـ 475 طناً.
خسارة موسم القمح، كارثة جديدة تضاف إلى معاناة المزارعين في محافظة السويداء، في ظل تدهور حاد بالأوضاع المعيشية والاقتصادية للسكان، فهل تعوض الحكومة خسائر اولئك المزارعين، أم انها تتركهم دون أي تعويض كما اعتادت ؟