طريق الموت بين دمشق والسويداء.. أهالي المطلّة ضحايا لإهمال الحكومة وعدم اكتراث بعض السائقين

لم تكن الحادثة الأخيرة في قرية المطلّة، على طريق دمشق السويداء، حين دهست إحدى السيارات، سيدة مسنّة وأودت بحياتها، الحادثة المأساويّة الأولى من نوعها، فقد سجّلت القرية التي يشطرها طريق دمشق السويداء إلى نصفيّن، 27 حالة وفاة، جرّاء حواث مماثلة، كلّها وقعت على ذات الطريق، وسط تجاهل حكوميّ، في السعي بإيجاد حلول تحفظ سلامة المدنيين قاطني القرية أو زوّارها.

في حديث للسويداء 24 مع عدد من أهالي من القرية، أكّدوا أنّ تكرار الحوادث من هذا النوع، تعود غالباً لعدم اكتراث السائقين بتخفيف السرعة، ضمن مسافة لا تتجاوز كيلو متراً واحداً، معبّرين عن امتعاضهم، من قيادة أصحاب المركبات بسرعات زائدة، وصمّ آذان الجهات المعنية ريف دمشق عن التزاماتها بتأمين الطريق بيافطات ومطبّات اصطناعيّة أو جسر للمشاة.

أحد أهالي القرية، أكّد على ضرورة إيصال الوعي العام لجميع السائقين، وإخطارهم عن ما وصل له سكّان القرية من عدد لضحاياهم، بسبب السرعات الزائدة والتي نتج عنها حوادث مروريّة، أودت بحياة مشاة وأيضاً ركّاب وسائقين، وشددوا على ضرورة الالتزام بالتروّي أثناء القيادة حفاظاً على الأرواح البشريّة.

موضحاً بأنّ أغلب الحوادث المرويّة المفجعة في قرية المطلّة، كان سائقوها من السويداء، بحكم أن القرية تقع على طريق المحافظة المؤدية إلى دمشق. وأكد أن الحادثة الأخيرة التي اعتدى فيها بعض الغاضبين على حافلة من السويداء، حادثة فردية، ولا تُعبّر عن عموم أهالي القرية، الذين تربطهم علاقات متينة، مع أهالي السويداء، ما جعل العتب كبيراً على قلّة اكتراث بعض السائقين للتروي أثناء المرور بالقرية.

طريق يهدي الموت المجاني.. وحكومة نائمة

دعا أهالي قرية المطلّة، الجهات المعنيّة في الحكومة السوريّة، أن تتحمل مسؤولياتها، وتلتزم بواجباتها، لتنظيم حركة المرور، مشدديّن على أهميّة فرض و توخي القيادة بحذر، بوضع المطبّات الإسفلتيّة أو الحديديّة على مشارف البلدة وأوسطها، أو كاميرات مراقبة مرورية، وعلى الأقل دوريات ضابطة، كون مطلب تخديم الأهالي بجسر للعبور لا يلقى آذاناً صاغية.

المطالب والمساعي الأهليّة لسكان قرية المطلّة، لا تأخذ من طمعٍ أو قبّة وصول، إلّا للحفاظ على حياة المواطنين، فيما تبقى هذه المطالب إشادة لكلّ ذي عقل وحريص من أصحاب القرار، بوقف مسلسل الموت الذي يشهده ذلك الطريق.

يذكر بأنّ الحادثة التي أودت بحياة إمراة مسنة في قرية المطلّة، كان من نصيب ضيفة على أهالي القرية من منطقة نجها، حين صدمتها شاحنة تعود ملكيتها لمواطن من السويداء. الأمر الذي نتج عنه ردود بعض الأفراد والفتية حين أقدموا على رشق بولمان تعود ملكيته لشركة التوفيق للنقل البري في السويداء وتكسير زجاجه، الأمر الذي رفضه أهالي القرية رفضاً كلياً، مطالبين برفع الصوت عالياً من جميع الأطراف في كلا المنطقتين لإيقاف الموت المجّاني للمواطنين على طول الطريق.