لا تزال موجة شحّ المحروقات في محطّات الوقود تتفاقم يوماً بعد يوم، لا تقابلها هذه المرة وعود بأنفراجات قريبة، بل تروج الصحف المحسوبة على السلطة، فكرة رفع الأسعار، مقابل توفرها.
منذ شهرين في السويداء، يشكو المواطنين من أن دورهم التراتبيّ لاستحقاق الحصول على مخصصاتهم من البانزين، يتحاوز مدة 15 يوما وهي المدة التي تتقاطع مع تصريحات الحكومة، المعلنة عن 10 أيام فقط لحصول السائقين على مخصصاتهم.
سائقو السيارات العمومية، يعانون أيضاً لأكثر من اثني عشر يوماً للحصول على مادة مخصصات قليلة من البانزين، يقول أحدهم للسويداء 24: رغم اقرار الحكومة بستة أيام بعد أن كانت أربعة أيام كفاصل زمنيّ لاستلام مستحقاتنا، تأبى مديريّة المحروقات من اسعافنا بالمادة، ولقاء ذلك نجلس عاجزين عن مواصلة عملنا.
صحيفة الوطن شبه الرسميّة، يبدو أنها باتت تروج لفكرة رفع الأسعار، فقد نشرت تقريراً تزعم فيه أن المواطنين يطالبون برفع سعر مادة البانزين لغاية تحقق توفّرها بالأسواق. لك عزيزي القارئ أن تتخيل، الصحافة التي من المفترض أن تكون صوت المقهورين، تزعم أن المواطنين الذين يعانون الأمرين من الأوضاع الاقتصادية المتردية، يطالبون برفع أسعار المحروقات، ويشتكون من السوق السوداء !
حلول الحكومة السوريّة وبعد أن تصدر، تتجه أصوات مسؤوليها للإشادة بما فعلوه وما أعقبت عن نتائج حكيمة بوصفهم، ورغم ما تنحصر به تلك الحلول من زيادة بتعرفة المنتجات فوق قدرة المواطن بأضعاف مضاعفة، كمثال الأدوية ونشرات الأسعار التي رفعت بها سابقاً ثمن المحروقات.
هذه الحلول، التي لا تنهي ظاهرة السوق السوداء، ولا يقوى المواطن على مواكبة اسعار السوق النظاميّة، ليكتفي بسماع الشعارات الرنّانة من أفواه رجال السلطة، بجيوبٍ خاوية من أيّ عملة نقديّة، سوى “بِطانة قُماش” تلوح خارجها كجناح صوص دجاج.