مصانع مخدرات جنوب سوريا.. ما دور حزب الله ؟

كشفت مصادر خاصة للسويداء 24، عن تردد مجموعة تابعة لميليشيا حزب الله اللبناني، إلى محافظة السويداء مؤخراً، للإشراف على إنشاء مصانع كبتاغون صغيرة، بالتعاون مع جماعات محلية، مدعومة أمنياً.

المعلومات التي وردت للسويداء 24، تشير إلى أن مجموعة تابعة لحزب الله، أفرادها من منطقة بعلبك اللبنانية، ترددوا إلى مقر إحدى الجماعات المحلية المسلحة المدعومة من شعبة المخابرات العسكرية في السويداء، التي يقودها راجي فلحوط، للإشراف على إنشاء مصنع صغير لانتاج حبوب الكبتاغون، في إحدى البلدات شمال مدينة السويداء، وشوهد عناصر الحزب أكثر من مرة في المنطقة، برفقة تلك المجموعة.

وتؤكد مصادرنا، أن مجموعة الحزب، عملت على نقل “المكبس”، وهي الآلة المخصصة لإنتاج الكبتاغون، من ريف حمص إلى السويداء، وأشرفت على إعداد المصنع وانطلاقته. وذلك مقابل مبلغ يتراوح بين 75-100 ألف دولار أمريكي.

وفي ظل تزايد التصريحات الأردنية عن تورط جماعات نافذة في السلطة السورية بتهريب المخدرات، لا تبدو تلك التصريحات، مجرد اتهامات عابرة، إذ تشير معلومات السويداء 24، إلى ارتباط وثيق بين شبكات تهريب المخدرات، التي تنشط جنوب المحافظة، مع ضباط ومسؤولين في جهاز المخابرات العسكرية، وخصوصاً المساعد المسؤول عن مفرزة صلخد جنوبي المحافظة، الذي تربطه علاقات وثيقة بمتزعمي شبكات التهريب.

أكثر من عشرين شبكة تهريب جنوب السويداء

في القرى الحدودية، جنوب شرق السويداء تحديداً، تنتشر  أكثر من عشرين جماعة متخصصة في تهريب المخدرات، تتقاسم الأدوار فيما بينها، وتعمل بطريقة لا مركزية، فلكل مجموعة، مهمة محددة. مجموعات تتولى نقل أحمال المخدرات، من دمشق إلى داخل المحافظة، غالباً ما يحمل عناصرها مهمات أمنية، تسهل لهم المرور على الحواجز، وغالبيتهم ينتمون لجماعات محليّة مسلحة، لها نفوذ في مناطق انتشارها.

المجموعات المحلية، تُسلّم تلك الأحمال إلى جماعات أخرى في القرى الحدودية، مهمتها نقل المخدرات إلى داخل الاراضي الأردنية، سيراً على الأقدام، وغالباً ما تكون المجموعات الأخيرة من أبناء العشائر، الذين يتم تجنيدهم، دون النظر إلى خلفياتهم، وقد وثقت السويداء 24 مقتل العشرات منهم، منذ مطلع العام الحالي، اثناء محاولتهم التسلل عبر الحدود، كذلك وثقت الشبكة، اعتقال حرس الحدود السوري لحوالي 20 مهرباً دفعة واحدة، وإطلاق سراحهم بعد شهر، مقابل مبلغ مالي كبير، وصل إلى حدود 100 ألف دولار.

ويبدو واضحاً ارتباط تزايد تدفق المخدرات من سوريا إلى الأردن، بازدهار تصنيع الكبتاغون في سوريا، بعدما كانت معاقل ميليشيا حزب الله في لبنان المصدر الأبرز لها، وقد كشفت تقارير إعلامية مؤخراً عن وجود عدة مصانع صغيرة في محافظة درعا، ناهيك عن عشرات المصانع في ريفي حمص ودمشق، لتغدو هذه التجارة، بمثابة اقتصاد حرب للسلطة السورية. ولا تعتبر الحدود جنوب السويداء المنفذ الوحيد لجماعات التهريب، إنما تمتد المنافذ على طول الحدود السورية، من درعا، وصولاً إلى البادية السورية.

تخوف أردني من تصعيد محتمل

قبل ايام، أعرب الملك الأردني عبد الله عبدالله الثاني، عن تخوفه من تصعيد محتمل، على حدود بلاده مع سوريا، إذا انسحبت روسيا من الحدود الجنوبية لسوريا، لأن أيران ووكلاءها سيملؤون الفراغ الحاصل عن الانسحاب الروسي إذا حصل، على حدّ وصفه.

تصريح الملك الاردني خلال مقابلة مع معهد هوفر الأمريكي، الذي اعتبر فيه أن الوجود الروسي كان يشكّل مصدراً للتهدئة، سبقه اتهام مدير أمن الحدود الاردنية، العميد أحمد هاشم خليفات، قوات وصفها بغير المنضبطة من الجيش السوري، بالتورط في التعاون مع مهربي المخدرات، وتسهيل عملهم على الحدود المشتركة بين البلدين.

وقال خليفات بحسب صحيفة الغد الأردنيّة، إنّ قوات من الجيش السوري، وأجهزتها الأمنية، عملت على دعم مهربي المخدرات وعصاباتهم، حتى أصبحت تلك العصابات منظّمة ومدعومة من قبلها، وبأنّ المضبوطات من المواد المخدّرة خلال الأشهر الخمسة الماضية، تفوق ما ضبط في العام الماضي كاملاً.

خليفات أكّد إنّ جماعات من الجيش السوري وأفرع أمنية أخرى، وأيضاً ميليشيات لحزب الله والميليشيات الإيرانيّة، جميعهم متورطون في عمليات تهريب المخدرات في الجنوب السوري، الأمر الذي دعا القوات الأردنيّة لتغيير قواعد الاشتباك، لانتشار تلك الأعمال على طول الحدود السورية الأردنية والتي تصل مساحتها نحو 375 كلم.

المعلومات التي كشف عنها احمد خليفات، أظهرت الدعم المالي عالي الأجر لعناصر المهربين، إضافة لحيازتهم الاسلحة والمعدات اللوجستيّة وتيسير نشاطهم أمام التضاريس الجغرافية وما تحويه من صعوبات في التنقل بين البلدين، واصفاً الحدود السوريّة مع المملكة الأردنية، من أخطر الحدود على الإطلاق حالياً.

ورغم الانفراجات الأخيرة على العلاقات بين سوريا والأردن، والتي توّجت باتصال بين الملك عبدالله الثاني، وبشار الأسد، يبدو أن ارتفاع وتيرة تهريب المخدرات من سوريا، وتورط جهات نافذة من الجيش والأجهزة الأمنية، بالتواطؤ مع حزب الله وميليشيات إيران، جعل الأردن يعيد حساباته.