السويداء: مجموعات الأمن العسكري تشعل الفتنة

قُتل ثلاثة أشخاص، وأصيب أربعة أخرين، أحدهم بحالة حرجة، كحصيلة أولية، للاشتباكات في حي المقوس، المستمرة لغاية الآن، وسط معلومات عن عمليات خطف متبادلة.

وتعيش مدينة السويداء، منذ ساعات، حالة من التوتر، على إثر اقتحام مجموعة محلية مسلحة، يقودها راجي فلحوط، المعروف بتبعيته لشعبة المخابرات العسكرية، مسبحاً في حي المقوس، شرقي مدينة السويداء، واختطاف عدة أشخاص كانوا داخله، بذريعة أنهم مطلوبين للأجهزة الأمنية.

مداهمة المسبح، حصلت ظهيرة اليوم السبت، وقتلت خلالها المجموعة المسلحة، شخصين من أبناء حي المقوس، هما أسامة العليان، وصقر البداح. وأثناء انسحابها من المنطقة، اطلقت النار على رعاة المواشي، واقتادت معها المخطوفين، الذين لا يزال مصيرهم غامضاً، إلى جهة مجهولة.

وكرد فعل على الحادثة، تجمع أقارب القتيلان، والمفقودين، على الطريق المؤدي من ظهر الجبل، إلى مدينة السويداء، الذي يمر وسط حي المقوس، ثم قطعوه بالإطارات المشتعلة، وحاولوا اعتراض سيارات المارة، مطلقين النار بشكل عشوائي، مما أدى لمقتل راغب جدعان السيد، الذي كان عابراً بالصدفة، يستقل دراجة نارية.

مجموعة فلحوط، ومجموعات مسلحة أخرى، مناصرة لها، عادت مرة أخرى، وانتشرت في محيط حي المقوس، لتبدأ استهداف منازل السكان، بالرشاشات المتوسطة، والقذائف. ولا تزال تلك المجموعات، تستهدف الحي حتى الآن، وتتحدث عن وجود محتجزين لدى أقارب الضحايا والمخطوفين، من أبناء المقوس.


حالة الفوضى والاشتباكات وإطلاق النار العشوائي، أدت لإصابة أربعة مدنيين على الأقل بجروح، أحدهم من حازم سليمان الحصيني، من أبناء المقوس، أصيب بطلق ناري بالرأس وحالته حرجة، بالإضافة إلى سحر نصر، ونور حليمة وأنس ذياب، ثلاثتهم إصاباتهم طفيفة. كما تضررت عشرات المنازل في حي المقوس، والأحياء القريبة منه، نتيجة تساقط الرصاص.

ومع وجود مساعٍ من وجهاء المحافظة لتدراك الموقف، ووقف الاشتباكات، يُحمّل الغالبية من أهالي السويداء، بمختلف مكوناتهم، فلحوط ومجموعته، مسؤولية ما يحصل. وفي هذا السياق، كتبت شبكة أخبار عشائر البدو: إلى كل ابناء العشائر في الجبل وخارجه: راجي فلحوط حاول قبل عدة اشهر جر الجبل إلى اقتتال درزي درزي، والآن يحاول جرنا إلى اقتتال طائفي، هذا الشخص وعصابته لا يمثلون الجبل ولا يوجد درزي شريف واحد يؤيده، والوضع بلمقوس باتجاه التهدئة بأذن الله.

يذكر أن شعبة المخابرات العسكرية، أطلقت يد مجموعات محلية مسلحة، في محافظة السويداء، لتنفذ عمليات أمنية، من خطف وقتل واعتقالات، بعد أن دعمتها بالسلاح والعتاد، وحتى العناصر والبطاقات الأمنية، لتوغل تلك المجموعات بالانتهاكات، وتحوّل المحافظة إلى ساحة صراع، تمارس من خلالها قمعها ووحشيتها، ولكن بأيدي عملائها من أبناء المحافظة.