أهالي المقوس: غريمنا معروف والفاعل بما فعل

كرّم سكان حي المقوس المثكولين بأبنائهم في مدينة السويداء، أهل العقل في الجبل، الذين استنكروا الجريمة التي طالت أبناء الحي قبل يومين. وفي صباح اليوم الاثنين، أزال أهالي المقوس، جميع المظاهر المسلحة، وفتحوا الطريق أمام المارّة، في خطوة باتجاه نبذ الفتنة، والتمسك بالعيش المشترك، وحفظ إرث الأجداد.

وقال أحد أهالي حي المقوس في اتصال مع السويداء 24، إن وجهاء العشائر، اتفقوا مع ذوي الضحايا، على وقف ردود الفعل العشوائية، وفتح الطرقات، وليس في ذلك تنازل عن حقّهم، إنمّا عملاً بمقولة الفاعل بما فعل. واضاف المصدر: باسمي وباسم كل سكان المقوس، غريمنا معروف، ولن يضيع حقٌ وراءه مطالب.

أهالي حي المقوس، ثمّنوا موقف أهالي السويداء ومشايخهم، الذين استنكروا الجريمة، ورفعوا الغطاء عن مرتكبيها. وبحسب مصادر السويداء 24، فإن فعاليات اجتماعية ودينية عديدة، تواصلت مع وجهاء حي المقوس، منذ الساعات الأولى، وأكدوا لهم رفضهم القاطع للجريمة التي طالت ثلاثة من أبناء الحي، ورفع الغطاء عن المجرمين.

وعاشت مدينة السويداء ساعات طويلة من التوتر والاشتباكات، على إثر اقتحام مسلحين من شعبة المخابرات العسكرية، مسبحاً على أطراف الحي، وقتل اثنين داخله هما: أسامة العليّان، وصخر سعود البداح، كما قتل المسلحون، ليث ياسر البداح، وهو راعي مواشي كان قريباً من المسبح.

وادّعى مسلحو الشعبة، أنهم كانوا يلاحقون متورطاً في تجارة المخدرات، قالوا إن اسمه صقر البداح، لكن الشخص الذي قتلوه اسمه صخر، والأخير في الثلاثينات من العمر، تزوج قبل حوالي 20 يوماً، وليس تاجر مخدرات كما أشيع، إنمّا شقيقه صقر مطلوب بقضايا عديدة، وأهالي الحي رفعوا الغطاء عنه منذ سنتين.

يومان متتاليان، لم تهدأ فيهما السويداء، بسبب تلك الجريمة، وحصلت ردود فعل عشوائية، قُتل خلالها راغب جدعان السيد، الذي كان عابراً بالصدفة، وقطع مسلحون الطرقات، وتضررت عشرات المنازل بسبب الرصاص العشوائي، والقذائف، لكن وعي أبناء العشائر، حال دون تطور الفتنة، إذ أوقفوا اليوم جميع الردود العشوائية، مؤكدين أن مشكلتهم الآن محصورة مع القتلة فقط.

وفي ريف السويداء الشرقي، الذي شهد حوادث خطف منفصلة عن التوتر في مدينة السويداء، أطلقت عشيرة المفقود مأمون قريمط، سراح ثلاثة من أبناء بلدة ملح، كانت قد اختطفتهم يوم الأحد، كرد فعل على اختفاء مأمون، الذي عُثر على دراجته ملقاة قرب البلدة. وبينما لا يزال مصير مأمون غامضاً، وتعهد وجهاء بلدة ملح، أنه في حال إثبات تورط أي شخص من البلدة، في حادثة اختفاء مأمون، فسيتم القبض عليه وتسليمه لعائلة المفقود.

الحكمة والتعقل من أهالي الجبل، بمختلف مكوناتهم، طوت صفحة جديدة، من محاولات إشعال الفتنة بين أبناء البيت الواحد، وهذا هو الخيار السليم والمنطقي. ولم تكن محاولة افتعال الفتنة خلال الأيام الأخيرة، هي الأولى من نوعها، وقد لا تكون الأخيرة، لذا من الضروري على كل أبناء الجبل، التوحد ضد القتلة والمجرمين، مهما كان انتماؤهم، وعدم السماح لهم بتحقيق غاياتهم المتمثلة في إثارة المزيد من الفوضى، ولفت أنظار الناس عن الظروف المعيشية الخانقة والأزمات المتراكمة.