السويداء: لا لخطاب الكراهية

يعتبر خطاب الكراهية أداة قاتلة لا ردّ عنها، إذا لم تواجه بكل الأساليب اللا عنفيّة، سيما و أنّها تكون أشدّ فتكاً من السلاح الحربيّ ذاته إذا عملت عليها أجندات بالخفاء.

محافظة السويداء شهدت في اليومين الفائتين، أحداثاً مؤسفة، من اشتباكات مسلّحة، راح ضحيتها عدّة مدنيين. الأحداث لم تخفى على أحد، داخل السويداء وحتّى خارجها، في مخطط لم يختلف عليه اثنان من المراقبين، عن أنّه محاولة يائسة لشقّ صفّ أبناء البيت الواحد، عبر مجموعات مؤدلجة وتبعيات بعيدة كلّ البعد عن قيم وأعراف أبناء المحافظة بجميع مكوناتهم.

الحدث العام الذي استفزّ الأهالي في المحافظة، قابله استفزازٌ أشدّ وطأة، حين أقدمت مجموعة من الحسابات الوهميّة على فيسبوك، بنشر خطاب الكراهية، محاولةً شحن وتجييش مكوّن على أخر، إلّا أنّ الأهالي قابلوا تلك الحسابات وأغراضها في خطابها، بموجة عارمة في محاربتهم، بصيغة فرديّة دون حتّى التفكير.

خطاب الكراهية هو الكلام الذي يحضّ مجموعة على أخرى، في قضية منتشرة وسط المجتمعات، سواء أكان ذلك خارج الإنترنت أو عبره، وقد يكون من الصعب أحيانًا تقييم الوقت الذي يُقصد فيه التعليق على أنه كلام يحض على الكراهية – خاصة عند حدوثه في العالم الافتراضي- وفق ما جاء بتعريف الأمم المتحدة حوله!

وتضيف المنظّمة وشركائها حول العالم، أنّ هناك العديد من الطرق التي يمكن للمرئ من خلالها اتخاذ موقف، حتى لو لم يكن شخصيًا ضحية لخطاب الكراهية، بل ويمكنه أيضًا إحداث فرق، بالامتناع عن الإدلاء بأي تعليقات بغيضة، أو نقل مثل المحتويات المحرّضة، سواء كانت متصلة بالانترنت أو غير متصلة.

يمكننا جميعًا التصرف بمسؤولية والمساهمة في وقف انتشار الكراهية والمعلومات المضللة، كما حدث أمس في السويداء السوريّة، أضف إليها، بأنّ السويداء يشهد لها التّاريخ، بقول “لا” عالياً وبأعلى صوت، حين يتعلّق الأمر بأبناء هذا التراب، فكيف إذا كان خطاب الكراهية يحاول التفريق بين أبناء البيت الواحد، الذين تجمعهم علاقات وروابط متينة، أقوى بكثير من كل أصحاب الفتن.

#لا_لخطاب_الكراهية