شهبا: موقف مشرف لعائلة الفقيد د.كمال سلوم

لم يقبل أبناء وزوجة الفقيد الدكتور كمال سلوم، أن يبقى المتسبب بحادث وفاة والدهم، سجيناً، كونه طالب شهادة ثانوية، فعملوا على إخلاء سبيله فوراً ليتمكن من تقديم اختبار الشهادة، وجنحوا للصلح مع عائلته، دون أي مقابل، باستثناء وثيقة طلبوا تفعيلها، لوقف هذا النوع من الحوادث.

وشهدت مدينة شهبا، اليوم السبت، صلحاً عشائرياً، بين آل الطويل وآل سلوم، بحضور الرئيس الروحي للطائفة سماحة الشيخ حكمت الهجري، والدكتور يحيى عامر، وجمع غفير من أهالي مدينة شهبا خصوصاً، والسويداء عموماً.

وكان لأبناء الفقيد، موقف يدّل على القيم الحميدة، التي تربّوا عليها، مؤكدين محافظتهم على رسالة الفقيد الإنسانية، الهادفة لإحداث تغيير إيجابي.

فقد وافق أبناء المربي الفاضل، الدكتور كمال سلوم، على الصلح، رافضين قبول الدّية، وهو ما يسمى بالعرف الاجتماعي “التشويم”.

والملفت، أنهم وافقوا على الصلح، وأسقطوا حقّهم الشخصي، ورفضوا قبول أي تعويضات مادية، بينما قدموا وثيقة، طالبوا من خلالها، أن تكون حادثة وفاة والدهم، سبباً للحد من هذه الحوادث.

وتنص الوثيقة التي قدّمها أبناء الفقيد، على:

تفعيل ومؤازرة دور الضابطة الشّرطية، التي تلزم المخالفين بعدم قيادة الدراجات النارية دون سن العشرين، ودون شهادة قيادة للدّرجات.

وطلبوا تشكيل لجنة اجتماعية من وجهاء العائلات في مدينة شهبا، “تعمل بدورها على تشكيل مجموعة من شباب الدفاع الوطني، تكون مرجعيتها اجتماعية، ويتم تبنيها أيضاً من المؤسسة الدينية بهدف الحد من تلك الظواهر التي أدت إلى وفاة والدنا”.

ويقتصر دور هذه المجموعة التي طالبوا تشكيلها على:

  • الانتشار في شوارع المدينة وخصوصا بالقرب من المدارس والمناطق العامة كالحدائق في وقت الذروة لمنع كل شاب دون الثامنة عشر من قيادة آلية.
  • أن تعمل هذه المجموعة على منع ظواهر التهور الرعناء في قيادة الآليات التي يقوم بها بعض الشباب غير المسؤول والتي تشكل تهديداً لحياة المدنيين أو تتسبب في تروعيهم، وذلك بإيقاف الشاب صاحب هذا التصرف و تسليمه للجنة الاجتماعية في شهبا التي بدورها تقوم بتنبيه وفي حال تكرر هذا التصرف يتم تغريمه بمبلغ يتفق عليه يتم وضعه في صندوق اللجنة.
  • في حال أدى هذا التصرف إلى أذى أو وفاة شخص طالبوا من الهيئات الدينية أن يُترك الجاني لينال جزاءه العادل الذي يقرره القانون.

وكان الدكتور كمال سلوم، قد توفي الاسبوع الماضي، جراء حادث سير قرب منزله، حيث صدمته دراجة نارية يستقلها يافع في المرحلة الثانوية، ليفارق د.كمال الحياة، بعد مسيرة طويلة أمضاها مناضلاً في سبيل الحرية، مقارعاً الاستبداد بالكلمة الحرة، والصوت الجريء، الذي لن ينساه كل حر يحلم بوطن يحفظ حقوق جميع أبناءه.