السويداء: هل قُتل قائد قوّة مكافحة الإرهاب ؟

لا تزال تداعيات الاشتباكات التي اندلعت بين المخابرات العسكرية، وقوّة مكافحة الإرهاب، قائمةً، بعد تداول أنباء غير مؤكدة حتى الآن، عن مقتل قائد القوّة.

مصادر محلية في بلدة امتان جنوب المحافظة، قالت للسويداء 24، إن إطلاق نار كثيف سُمع في منطقة المزورة، على بعد حوالي 6 كم، جنوب شرق البلدة، بعد حوالي ساعتين من توقف الاشتباكات في قرية خازمة. وشوهدت في تلك المنطقة القريبة من الحدود الأردنية، سيارات تابعة للمخابرات العسكرية، كان عناصرها يطلقون النار، ويجرون عمليات تمشيط.

وبعد حوالي ساعة، عادت السيارات باتجاه امتان، وشاهد بعض الأهالي عناصر المخابرات، ينقلون جثة قتيل، من سيارة إلى سيارة أخرى. صفحة المقاومة الشعبية، المحسوبة على الأجهزة الأمنية، نشرت صورة لجثة قتيل، وقالت إنها تعود لقائد قوّة مكافحة الإرهاب، مع عبارات تشفي، تدل على عقلية إجرامية وانتقامية.

لكن قوّة مكافحة الأرهاب، لم تُعلق حتى الآن، على أنباء مقتل قائدها، ولم تنشر الصفحات الأعلامية المحسوبة عليها، أي تحديثات جديدة. في حين أن بعض عناصر القوّة، نفوا مقتل الحكيم، في تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لتبقى الشكوك قائمة حول صحة الأنباء التي أشاعتها الصفحات الأمنية.

قُتل الحكيم، أو لم يقتل، غير واضح حتى الآن، لكن المؤكد، أن المخابرات العسكرية، والجماعات الداعمة لها، كانت تحضّر لضرب القوّة والقضاء عليها، ولم يكن الاتهام بسرقة سيارة الفرع، إلا ذريعة لتنفيذ الهجوم، الذي يعد حدثاً نادر الحصول في السويداء، من خلال هجوم المخابرات مدعومة بمسلحين محليين من السويداء، على فصيل يضم عناصراً من أبناء المحافظة.

ورغم أن القوّة، لم تكن تحظى بتأييد شعبي، من أهالي المحافظة، إلا أن هجوم المخابرات على قرية سكنية، واستقدامها لجماعات مسلحة، أوغلت بالانتهاكات ضد المدنيين، استفز أبناء المحافظة. كما أن صورة الجثة التي انتشرت والعبارات التي رافقتها، تشير بشكل لا لبس فيه، إلا العقلية الأمنية القائمة على الحقد والانتقام.

يذكر أن السويداء التي كان ابناؤها على اختلاف انتماءاتهم وتبعياتهم، يتحدّون ضد أي خطر خارجي، باتت اليوم تعيش حالة من الانقسام، تعززها أطراف مختلفة. فلماذا دفع شباب المحافظة إلى تصويب أسلحتهم نحو بعضهم ؟ ومن المستفيد من هذه الحالة الميليشياوية المتفاقمة ؟