هل انتهت قوّة مكافحة الإرهاب ؟

استفاق أهالي مدينة السويداء، صباح الخميس، على جثة سامر الحكيم، قائد قوّة مكافحة الإرهاب، مرمية بجانب دوار المشنقة، بعد مقتله الليلة الماضية.

مراسل السويداء 24، قال إن جثة الحكيم نُقلت من المشفى الوطني، على دوار المشنقة، ورميت مع ورقة تحمل عبارات تشفّي. وكانت المخابرات العسكرية ومجموعات محلية داعمة لها، قد حاصرت قرية خازمة، واشتبكت مع الحكيم وأفراد مجموعة، قبل أن تنسحب الأخيرة باتجاه البادية.

الحكيم، وأفراد مجموعته، يبدو أنهم كانوا يحاولون الوصول إلى قاعدة التنف، ووقعوا بكمين، قرب الحدود السورية الأردنية، من عناصر المخابرات العسكرية، وجماعات مسلحة داعمة لها، إذ نقلت مصادر أهلية للسويداء 24، الليلة الماضية، أن إطلاق نار كثيف سمع في منطقة المزرورة، جنوب شرق امتان.

قُتل الحكيم خلال الاشتباك، وربما انتحر، في حين تشير المعلومات إلى فقدان سبعة أو ثمانية أشخاص، من أفراد مجموعته، مع تضارب في الروايات حول مصيرهم، بين الحديث عن مقتل قسم منهم، وأسر القسم الأخر، على أيدي المخابرات، ومعلومات تشير إلى إنهم تواروا عن الأنظار في البادية.

المصادر الأمنية، تلمّح إلى أنها ستلاحق كل المنتسبين لقوّة مكافحة الإرهاب، أو من تبقى من عناصرها في المحافظة. ومن الواضح أن المخابرات انتهزت الفرصة بعد ضعف حضور القوّة، وانشقاق الكثير من عناصرها، خلال الفترة الماضية. ويبدو أن توقيت توجيه الضربة، مرتبط بكثرة الحديث مؤخراً، عن إمكانية إعادة دعم مجموعات مسلحة في الجنوب السوري، من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى.

يذكر أن الجنوب السوري تم تسليمه للنظام والروس، باتفاق دولي في عام 2018، وكانت إسرائيل والولايات المتحدة، أول الموافقين على تسليمه، ورغم كل ذلك، لا يزال البعض يبيع الوهم للشباب، الذين يعانون من ظروف اقتصادية خانقة، عن دعم أو تحرك دولي، لإحداث تغييرات في ملف الجنوب السوري، الذي أصبح بوابة لتدفق المخدرات إلى الأردن.

ومن المهم الإشارة إلى أن العقلية الأمنية الانتقامية، وحقدها وغطرستها، كانت واضحة في طريقة التشفي، فهل دولة المؤسسات التي يزعومونها ترمي الجثث في الساحات العامة ؟ لم يعد ضرورياً السؤال؛ فالجواب واضح وممارسات الأجهزة الأمنية تذكرنا به دائماً: أهلاً بكم في دولة العصابات.