حرش في السويداء مهدد بالفناء: حاميها حراميها

تعرضّت عشرات الأشجار المعمرة، للتحطيب الجائر، في أحد الأحراش النادرة بمنطقة اللجاة، بإشراف ضابط من الجيش، مسؤول عن حماية المنطقة، لينطبق عليه المثل القائل: حاميها حراميها.

شهود عيان، أكدوا للسويداء 24، أن عمليات تحطيب واسعة تجري في حرش اللجاة، شمال غرب محافظة السويداء، في محيط قرية حوش حمّاد تحديداً. وتجري عمليات التحطيب، بإشراف الضابط المسؤول عن المنطقة، وهو برتبة نقيب، من اللواء 34، التابع للفرقة التاسعة.

وحسب الشهادات، فإن النقيب يعتمد على ورشة من المدنيين، في عمليات التحطيب، ويأمر عناصره أحياناً في المشاركة بقطع الأشجار الكبيرة، ثم يتم بيع الحطب في ريف السويداء الشمالي، مقابل مبالغاً طائلة يجنيها النقيب، حيث يتراوح سعر طن الحطب، بين 500 ألف ليرة إلى 650 ألف ليرة سوريّة.

الحرش المستهدف، هو أحد الأحراش النادرة في منطقة اللجاة، وتنتشر فيه عشرات الأشجار معمرة، من البطم، واللوز، والسدر. وخلال الأيام القليلة الماضية تم قطع العديد من تلك الأشجار، وسط مخاوف من سكان المنطقة، بالقضاء على الحرش.

حوش حمّاد، القرية الصغيرة الواقعة على أطراف اللجاة، شهدت صيف عام 2018، عمليات جرف وتدمير لمنازل سكّانها، بعد سيطرة الجيش السوري عليها، وطرد تنظيم داعش الإرهابي منها. ولم تنتهي معاناة سكان من إرهاب داعش بعد هزيمة التنظيم المتطرف في المنطقة، ليعانوا إرهاباً من نوع مختلف، بتدمير منازلهم سابقاً، والقضاء على الحرش المجاور للقرية اليوم.

أحد سكان القرية في اتصال مع السويداء 24، ناشد قائد الفيلق الأول في الجيش السوري، بمحاسبة الضابط المسؤول عن تحطيب الحرش، مشيراً إلى أن السكان لا يجرؤون على تقديم شكوى رسمية، خوفاً من انتقام ذلك الضابط.

يذكر أن الكثير من الأحرش في محافظة السويداء، تم القضاء عليها خلال السنوات القليلة الماضية، في عمليات التحطيب الجائر، ينفذها سماسرة ومجموعات منظمة، تحت ذريعة توفير الدفء، مما ينذر بكارثة بيئية ونباتية، في حال لم يتكاتف المجتمع والجهات المعنية، لإعادة الغطاء الأخضر.