الأسد قبل اسبوع: العام الجاري ستتحن الكهرباء

لم يمضي أكثر من اسبوع على تصريح الرئيس السوري، في لقاء مع قناة روسيا اليوم، أن العام الجاري سيشهد تحسناً في مجال الكهرباء، حتى انقطعت أمس الجمعة عن معظم المناطق في البلاد، نتيجة “عطل فني”.

هذه المرة، لم تنقطع الكهرباء بسبب “اعتداء إرهابي” كما كانت الحجة الدائمة للحكومة، بل كانت الحجة: عطل فني طارئ في محطة تحويل الزارة أدى لانخفاض التردد بشكل كبير جداً وسبب خروج باقي محطات التوليد تباعاً.

حجة وزارة الكهرباء، أثارت الكثير من الشكوك حتى في الأوساط الموالية للحكومة، فتساءلت الصحف المحسوبة عليها: هل يعقل أن يؤدي عطل في محطة توليد واحدة إلى خروج كل محطات التغذية الكهربائية عن الخدمة والتسبب في حالة تعتيم عام في البلاد ؟

وألمحت أن المشكلة قد تكون بسبب نقص كميات الوقود المخصصة لمحطات التوليد، وربما يكون هذا السبب المنطقي فعلاً لحالة التعتيم العام، سيما وأن البلاد تشهد أزمة حادة في توفير المشتقات النفطية خلال الأسابيع الماضية. في حين تغيب الشفافية لدى الحكومة في الإفصاح عن الأسباب الحقيقة للأزمات المتراكمة، وتكتفي بتقديم الوعود بانفراجات قريبة، وهذا هو الحال منذ سنوات.

وزارة الكهرباء أعلنت أمس أنها وجهت ورشات الصيانة لإصلاح العطل، وتعهدت أن الكهرباء ستعود بشكل تدريجي خلال مدة أقصاها ساعتين. ومضت الساعتين وساعات طويلة بعدها، ولا تزال الكهرباء في أسوء أحوالها، في ظل حاجة المواطنين الماسة للكهرباء خلال الفترة الحالية، التي تشهد ارتفاعاً حاداً على درجات الحرارة، ناهيك عن تزامنها مع امتحانات الشهادتين الثانوية والإعدادية، وهي فترة تحديد مصير عشرات آلاف الطلاب

في السويداء، بدأ التيار الكهربائي يعود تدريجياً، لكن بشكل متقطع وسيء للغاية. بعض المناطق شهدت عودة الكهرباء لمدة نصف ساعة، انقطع خلالها التيار عشر مرات على الأقل. وأشار ناشطون إلى أن الانقطاع الطويل، أدى لأضرار لا تعد ولا تحصى في مختلف القطاعات.

بطبيعة الحال، اعتاد السوريون على مشكلة الكهرباء وباقي الأزمات الحياتية، كما أنهم اعتادوا أيضاً على أكذب حكومة في العالم، التي تفعل عكس ما تقول، فكلما تعهدت بتحسن ما، ازداد الواقع سوءاً، فهل “يبشرنا” تصريح الأسد عن “تحسن مرتقب”، بأن الكهرباء ستصبح من ذكريات الماضي ؟