القرى “المحررة” في السويداء: معاناة مضاعفة تفوق الوصف

منذ أربع سنوات، تتفاقم معاناة سكّان قرية الشّياح المنسية في ريف السويداء الغربي، المرميين على أهواء الطبيعة داخل الخيام، يفترشون البراري، أمام غياب تام من المعنيين في المحافظة والحكومة على حد سواء.

“لا نطالب إلّا باصلاح بئر الماء وأضعف الإيمان أن نسقي أطفالنا”. يقول أحد السكّان للسويداء 24: بتنا لا نريد شيئاً من الوعود الحكومية التي تحدّثت عن اعادة الإعمار واصلاح منازلنا، بعد أن تقطّعت فينا السبل في الزراعة وتربية المواشي، وصارت ملاجئنا خيام منصوبة داخل قريتنا المهدومة!

ويضيف: طالبنا مراراً وتكراراً من مسؤولي المحافظة في السويداء لأصلاح البئر في القرية، فما كان منهم إلّا إغلاق أبوابهم، طالبين منّا التوجّه لمحافظة درعا. وفي درعا كان جواب المعنيين مشابهاً فطلبوا منا الذهاب إلى السويداء، كون قريتنا تتبع إدارياً لبلدة داما، ولا تجاوب من أحد.


ستون ألف ليرة ثمن نقلة المياه الواحدة، لم يعد باستطاعة السكّان تحمّل أعباءها، خاصة بعد اعتكافهم عن ضمان الأراضي الزراعيّة في حوران. غالبية السكّان أسفل خطّ الفقر وبالدرجات المسحوقة دون مبالغة، وهم من مربي المواشي، التي أضنتها قلّة الأعلاف ونفق غيرها نتيجة المحل والجفاف وانقطاع المياه.

يقول مصدر أخر من سكان القرية: لا نعلم لغاية هذه اللحظة ما هي الدوافع التي دمّرت بيوتنا لأجلها، وما خرج عن الوعود الحكوميّة من وعود إعادة اعمار وتأمين مستلزمات الحياة الأوليّة، جميعها ذهب مع الريح، لا نريد من بلدية داما التابعين لها سوى اصلاح بئر ما كي لا تنضب الحياة لدينا ونموت عطشاً. ليبقى عوزنا للكهرباء والخبز والاتصالات حاجات منسيّة، إلى أن يشاء من يشاء بعد حكمة الإله فينصفنا.!

وبهذا الشرح المفصّل، أنهى حديثه إبن الشيّاح المنسيّة في خاصرة السويداء المرميّة على تخوم أثار الحرب، ليتوجّه مناشداً كلّ معنيّ في الحكومة، ومحافظ السويداء، كما توجّه بمناشدته لمشايخ العقل في السويداء، و”إلى أبناء محافظتنا الشرفاء، ومشايخ العقل ومسؤوليها، أن ينظروا بحالنا وحال أولادنا، ويحرّكون ساكناً بسيطاً في اصلاح بئر مياه بالقليل المتبقّي لصبرنا”.

يشار إلى أنَّ السويداء 24، قد نشرت تقريراً في 26 مايو/أيّار عام 2020، أوضحت فيه معاناة أهالي قرى الشيّاح الغربية والشرقيّة ودير داما ومزرعة أم الطوط، بعد سيطرة الحكومة السوريّة على المنطقة منتصف عام 2018، وانعدام كافة المقوّمات الحياتيّة لديهم من كهرباء ومياه وخبز وامدادات غذائية، إضافة لوعود محافظ السويداء الذي أطلقها حين زيارته لقريتهم مطلع عام 2019، وابقاءها كوعود لغاية الآن تنتظر العمل عليها، ولا عمل.. فأين المعنيين.؟