الدولار ب 4000 ليرة: مجاعة تهدّد العالم فما نصيب سوريا

ارتفع سعر الصرف في سوريا إلى حدود أربعة آلاف ليرة، عن كلّ دولار أمريكي، في الساعات الماضية وبنسبة قاربت 0.12% عن ما وصل إليه مؤخراً، ليصل  إلى 3975 شراء، و4010 ليرة مبيع، خلال يومين فقط.

وبحسب ما رصدت السويداء 24، أسعار صرف السوق السوداء، ضربت زوايا النشرات السعريّة في مجمل المحافظات السوريّة، أسعاراً وصلت بين 4005 و 4010 ليرة عن كلّ دولار، وبلغت العُملات الصعبة كاليورو 4209 مبيع، وتداول لحدّ 4167 شراء، ليقفز الذهب عيار 21، في دمشق إلى 207276 مبيع، ويسجّل 205466 شراء، ولا تداول في محال الصّاغة.!

حكومة تصمّ آذانها في كلّ الأحوال

مختصّ اقتصادي تحدّث للسويداء 24، عن نتيجة حتميّة لمقارعة السلطة السوريّة في كافة خلافاتها ومباغيها، باسلوب الصراع والنزاع الحربي، مشيراً إلى أن الدولة هي ليست فقط من يجب أن يتحمّل مسؤولياته أمام معاناة المواطنين، بل إنّها بحدّ ذاتها تمّ استنزافها كمؤسّسات وحصار وفرض عقوبات، حتّى باتت معدومة الموارد بشكّلٍ عام.

وبالأمثلة وفقاً لرأيه، برر المختصّ عبر واقع الأزمات المشابهة للأزمة السوريّة حول العالم وما حلّت بها، قائلاً: هناك على الأقلّ 8 دول إفريقيّة عانت من المجاعة، كنتيجة للصراع المسلح والحرب، وثلاثة دول أخرى في ذات القارة ضربتها المجاعة وأنهكت سكّانها بعد حروب طويلة، ناهيك بدولتيّن كانتا ضحيّة لقرارات حكومتهما السيّئة المتخذة في إدارة الأزمات التي عصفت بهما.

مضيفاً بأنّ الأمر ليس مقتصراً على افريقيا، فالهند مثلاً و دول آسيويّة أخرى كالصين وروسيا وأيضاً منها في أوروبا وأوروبا الشرقيّة كفنلندا وانكلترا وأيرلندا وإيطاليا عانوا جميعهم من المجاعة وفي أوقات مختلفة ولأسباب متعدّدة ومتباينة، أبرزها الصّراعات الطويلة وإدارة الأزمات.

وعن سوريا أوضح المختصّ بعبارة “هي الأسوأ من حيث التقادير”، فكلّ عوامل التي تشير إلى وقوع المجاعة متوفّرة وصاخبة في فتكها، إن كانت عالميّة أو محليّة من انتهاج ادارات السلطة لمقدرات البلاد والخوض في غمار معارك منهكة دون الالتفاف لمساعي جديّة للحلول السياسيّة وأخيراً وليس أخراً، سنوات الفساد الممنهج الذي نتج في البلاد.

وأكد أنّ كلّ الأسباب التي يمكن ذكرها في إطار احتمال حدوث مجاعة في سوريا، والوصول إلى انعدام في الأمن الغذائي بشكل تام، تدور حول الممارسات التي تتبعها السلطة والحكومة في آن، يضاف إليها انحسار موارد الموازنة وفقدان العملة الصعبة من البنك المركزي، والتضخم الحاصل في أسعار السلع الذي بلغ 1000% أحياناً، وانحكام الأسواق لشبكات تجارة مشبوهة وقوّة شرائيّة للمواطنين معدومة!

6 أشهر تفصل العالم عن المجاعة.. من ينقذ السوريين!

أشارت تقارير صحفيّة بأنّ العالم يقترب من مجاعة بنهاية عام 2022، وبأنّ السبب ينحكم لاستغلال بعض الدول لسلاح القمح والحبوب، لتحقيق مكاسب سياسيّة.

مبيّنة أنّه ومنذ 24 فبراير/شباط الماضي وحتّى الآن، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنحو 30% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وبتعابير الأمم المتحدة كان الغرب وروسيا هما أصحاب تلك الأوراق السياسية، لتحقيق المكاسب.

سوريا التي لم تعصف بها أزمة غذائيّة بتاريخها الحديث، ومنذ الاستقلال عام 1946 إلى 2011، لتبقى المعلومات المتوفّرة عن حدوث مجاعة في عموم البلاد، هي التي ضربت مناطق واسعة منها أثناء الحرب العالمية الأولى إبّان فترة الحكم الثماني.

لتظلّ مخاوف تكرار تلك الأيام، تسدل بظلالها هذه الأوقات على أبواب منازل السوريين، ومن دون أيّ تقرير مصير منهم أو اسهاماً بسيطاً ليشاركوا في عملية إنقاذ الرمق الأخير إن وجد، ولتبقى خِواء معدات أطفالهم يتهدّدها قطعٌ تام لحفنة طعام أو قطعة خبز، يبثرون النّور بشعارات الحكومة المفلسة، ولا حلول لدى الحكومة.. فمن ينقذ السوريين!؟