السويداء: ضحايا جراء استخدام المتفجرات بالتنقيب عن الآثار

مع تزايد إقبال الشباب على عمليات الحفر والتنقيب، بحثاً عن اللقى الأثرية، في محافظة السويداء، شاع بكثرة استخدام المتفجرات، لإزالة الصخور الكبيرة والمستعصية، مما يشكل خطراً كبيراً على حياة مستخدميها.

خلال شهر، لقي شاب حتفه، في ريف السويداء، وأصيب شاب أخر بجروح خطيرة، قبل أيام، في حادثة منفصلة، جراء استخدام المتفجرات في عمليات التنقيب. المُصاب الأخير نُقل إلى المشفى لخطورة حالته، وفق ماذكر مصدر طبي للسويداء 24.

وأشار إلى أن المشفى الوطني يستقبل سنوياً عدة حالات بين قتيل وجريح جراء انفجارات، معظمها بسبب الغام ومخلفات حرب، وبعضها تكون بظروف غامضة. وبتقصي السويداء 24 عن أخر حالتين، تبين أنهما استخدما المتفجرات، أثناء عملهما في التنقيب، أحدهما فارق الحياة على الفور، والأخر أصيب بجروح خطيرة تركزت معظمها في منطقة الوجه.

وحذّر المصدر الشباب الذين يستخدمون المتفجرات في عمليات التنقيب، من خطورة هذه الوسيلة، التي قد تسبب لهم عاهات دائمة، ومن الممكن أن تودي بحياتهم.

أحد العاملين في التنقيب عن الأثار، قال للسويداء 24، إن بعض الشباب يلجؤون لاستخلاص البارود من ذخائر الرشاشات المتوسطة، ثم يثقبون الصخر، لحشوه بالبارود الذي يتم ضغطه بطريقة يدوية، ويعملون على تفجيره عبر أسلاك كهربائية. وهذه الطريقة تحمل خطراً كبيراً من يستخدمها، فالبارود من المواد شديدة الحساسية، وأي خطأ في استعماله قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها.

ظاهرة التنقيب عن الآثار، التي يجرّمها القانون السوري، منتشرة حتى قبل الحرب في سوريا، ولكن بعد عام 2011، ازدادت بشكل ملفت، نتيجة الفراغ الأمني بالدرجة الأولى، وارتفاع نسبة البطالة، وانخفاض مستوى المعيشة. وغالباً ما يبحث العاملون فيها على عملات نقدية تعود لعصور قديمة، لكل منها قيمتها وسعرها الخاص، ونادراً ما يحالف أحدهم الحظ ويعثر على آثار ثمينة.

وبين من يعتبر التنقيب مضيعة للوقت، ومن يعلق آماله على هذه الظاهرة في تحسين وضعه، أو يعتبرها هواية، لا بدّ من الابتعاد عن استخدام الذخائر والمتفجرات، لما فيها خطورة كبيرة على حياة الانسان، ومهما كان الشخص يظن أن لديه خبرة في استخدامها، يكفي خطأ واحد لينهي حياته، أو يسبب له عاهة دائمة.