السويداء عطشى والمحافظ غير راضٍ: شو استفدنا ؟

تفاقمت مشكلة نقص مياه الشرب، في معظم مناطق محافظة السويداء، خلال الأسابيع الماضية، نتيجة الانقطاعات الطويلة للكهرباء، ونقص المحروقات، لتغدو آلاف العائلات محرومة من حقّها في الحصول على المياه.

من أحياء النهضة والخريج وطريق الثعلة وغيرها، إلى المشقوق وحبران في ريف السويداء الجنوبي، والكثير من أحياء مدينة شهبا، وأم ضبيب وشقا ونمرة شمال شرقي المحافظة، وطربا وملح في الريف الشرقي، والأصلحة والمجدل وغيرها من القرى في الريف الغربي. شكاوى يومية، ومناشدات من السكان، عن انقطاع المياه من الآبار الحكومية، تقابلها وعود ووعود من الجهات المعنية، مع تقديم حلول مؤقتة في بعض الأحيان.

مصدر في مؤسسة المياه، قال للسويداء 24، إن تفاقم أزمة المياه، مرتبط بمشكلتي الكهرباء والمحروقات، فساعات التغذية قليلة جداً ولا تكفي، ومشكلة الكهرباء تؤدي لتعطل الآبار، مشيراً إلى ضعف الأمكانيات، والكثير من العوائق التي تسبب أزمة المياه. وأضاف: مللنا ومل الناس من شرح المشكلة والمعاناة، الحل يتمثل في الاعتماد على الطاقة البديلة، والحكومة وهذا يتطلب ميزانية عالية جداً غير متوفرة حالياً.

محافظ السويداء نمير مخلوف، عقد قبل يومين اجتماعاً “نوعياً” للنهوض بواقع المياه، وأعرب مخلوف عن عدم رضاه بواقع المياه الذي أكد أنه لا يلبي الاحتياج الأدنى للسكان، مطالباً من المؤسسات المعنية، إيجاد كافة الحلول الممكنة لتغيير هذا الواقع خلال أيام بشكل تدريجي وملحوظ.

عدم رضى المحافظ، لا يقدم حلولاً للسكان، الذين يعانون الأمرّين، صحيح أن البلد غارقة في الأزمات المعيشية والاقتصادية، ولكن هل وصل العجز بالحكومة إلى حد عدم قدرتها على حل مشكلة مدّ السكان بالمياه. لا نتحدث هنا عن عوامل طبيعية، فالمحافظة تعوم على بحر من المياه الجوفية، والأهالي لا تصل قطرة إلى بيوتهم.

وفي ظل الظروف القاسية، يضطر السكان لشراء نقلات مياه على حسابهم الخاص، بات سعراها يتراوح بين 25-50 ألف ليرة سورية، بحسب المنطقة، في وقت تضيق الأحوال المعيشية، وتتفاقم حالة الفقر، ولسان حال الناس يقول: إذا كنتم عاجزين حتى عن توفير المياه لنا، فعلى أي أساس تطالبوننا “بالصمود والتصدي” ؟