بعدما تقدم آلاف السوريين للمسابقة المركزية للتوظيف، خرجت النتائج كرسالة واضحة من الحكومة السورية في حفاظها على نهج الفساد والمحسوبيات، إذ اشتكى المتقدّمون للمسابقة، من آلية التقديم التي وضعتها الحكومة السوريّة، عبر وزارة التنمية، المعنيّة بسير تنفيذها.
وقال أحد المتقدمين للسويداء 24، إنّ عمليّة تقديم الامتحان، كانت عبارة عن أسئلة موحّدة وبطريقة اختيار الأجوبة المؤتمت، وبأنّه اختصر كافة الاجراءات من تقديم شفهي أو مقابلات شخصيّة وحتّى منع أي فرصة لتقديم خبرات سابقة كان المتقدّم قد حصل عليها.
مضيفاً أن عدد المتقدّمين كان بالآلاف في محافظة السويداء، أسوةً بباقي المحافظات التي سجّلت آلاف الأرقام من المواطنين الذين حاولوا الحصول على فرصة عمل. وتابع: جميع المتقدّمين خضعوا فقط لامتحان تحريري باسلوب الأتمتة، والشروط المطلوبة للتقديم كانت شراء بعض الطوابع البريديّة وتصوير الثبوتيات الشخصيّة، وعليه كانت المبالغ الإجماليّة التي صبّت أرباح للحكومة، هائلة مقارنة بعدد المتقدّمين.
“الصدمة كانت بطريقة اختيار الناجحين المبهمة، أضف إليها عدم وجود أي سبيل للاعتراض الشكوى لأي جهة” يشير المصدر: دفع كلّ منّا مبلغ يقارب ألف ليرة سوريّة فقط لامتياز التقديم للامتحان، وجاءت الأسئلة موحّدة، لم يعلم أحد منّا طبيعة التقييم أو الاختيار للناجحين أو على الأقلّ رأى سلّم التصحيح المعتمد في وزارة التنمية والذي خلاله فرز الناجحين والراسبين.
وزيرة التنمية في الحكومة السوريّة خرقت النظم والتعليمات التي تحدّثت عنها، كالأولويّة للمسرحين بدخول باب الوظائف الحكوميّة، والتخطيط والأسس والتنظيم الإداري إضافة للشفافيّة المزعومة بحديث الوزارة، ليتبيّن أخيراً انفضاح تلك المفاهيم حين خرجت النتائج دون علامات نسبيّة.
المسابقة المركزيّة “الطريق إلى جهنّم مفروش بالنوايا الطيّبة” هكذا هاجمت عضو مجلس الشعب رانيا حسن القائمين على المسابقة، واصفةً في مداخلتها أمام المجلس، بأنّها مسابقة خيّبت آمال الشباب ولم تحقق الهدف المرجو منها، وأضافت الحسن: إنّ موضوع المسطرة الواحدة الذي اتبعته الحكومة، ينتمي بشكل أصيل لعصر سائد منذ مئة عام، بما معناه مسطرة واحدة لكل القطاع العام ولكل الاختصاصات، وهذا ما لا ينطبق على الجهات العاملة في الدولة لعدم تماثلها .
وتساءلت”هل يا ترى خريج الرياضيات هو نفسه خريج الأدب العربي أو التاريخ أو الفنون أو الإعلام، ليخضع لنفس الأسئلة، و هل المعيار الذي يحقق الإصلاح الإداري الذي تبنّته الحكومة السوريّة، يتكوّن في إجابة كل هذه الاختصاصات على نفس نوع الأسئلة، مضيفة، أين الذكاء أو التميز التي تحدثت عنه السيدة الوزيرة، وكيف يكون التميز هنا بأسئلة مركزية موحدة لا علاقة لها باختصاص الدراسة أو نوعية العمل المطلوب؟”.
في صدد هذه التساؤلات، أفضت رانيا حسن برأيها، أنّ المسابقة المركزيّة، تقتل المواهب وتقتل الحالات الخاصة الهامة جداً وتقتل حتى التفاوت بين الجنسين، وبأنّه يوجد وظائف تحتاج ذكور وأخرى إناث، وبهذه الطريقة قد يقبل في مكان ما كل الشواغر إناث أو العكس، وهذا الغير منطقي، وغير مقبول، وفق وصفها.
الوظائف الحكوميّة ورغم بخس أجرها الشهريّ الذي لا يتعدّى سقفه بعد سنوات خدمة طويلة 56 $، حشدت المسابقة المركزيّة عليها عشرات الآلاف من الموظّفين، بما يدلّ على تفاقم السوء المعيشيّ لدى السوريين وقصدهم أيّ باب عمل كنوع من ” الغريق بيتعلّق بقشّة”، وكان من نتائجها، أسماء 711 مقبول من أصل عدد متقدٌمين قارب 3 ألاف، فقط لصالح محافظة السويداء.