السويداء: صبر الناس ينفذ والحكومة لا تُبشر بالخير

بعد تعهد محافظ السويداء نمير مخلوف، بتحسين خدمة المياه، في بلدة مردك، فتح محتجون من أهالي البلدة، الطريق الرئيسي، بعد قطعه لأكثر من ساعة.

صباح الاثنين، تجمع شبان من أهالي مردك، على الطريق الواصل بين مدينة شهبا، وطريق دمشق السويداء، وأشعلوا الإطارات، احتجاجاً على انقطاع مياه الشرب عن البلدة منذ عدّة أسابيع. ولم يعترض المحتجون سيارات الإسعاف والموظفين والحالات الإضطرارية من المرور.

رئيس بلدية مردك، وبعض وجهاء البلدة، حاوروا المحتجين، الذين كانوا مصرين على الاستجابة لمطالبهم. وبعد اتصال مع محافظ السويداء، تعهد الأخير بالاستجابة للمطالب المحقة. وقرر شبان البلدة إخلاء الطريق بعد أن وصلت رسالتهم، محذرين من الاحتجاج مجدداً في حال لم يستجيب المعنيون لمطالبهم.

ومنذ اتخاذ الحكومة السورية إجراءات تقشفية، تزامناً مع بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا، تدهور واقع الخدمات الرئيسية المتدهورة أصلاً، فانخفضت كميات المحروقات الموزعة على المحافظات، وارتفعت ساعات تقنين الكهرباء، وهذا ما انعكس على خدمة المياه، وخدمات أخرى كالاتصالات وغيرها.

ووثقت السويداء 24 عشرات التقارير في الأسابيع الماضية، عن تراجع حاد في مستوى الخدمات، في معظم مناطق محافظة السويداء. ومع تراكم الأزمات، كان لانقطاع مياه الشرب الأثر الأكبر على الأهالي، الذين يضطرون لشراء المياه على حسابهم الخاص. ويتراوح سعر الصهريج الواحد بين 30-50 ألف ليرة سورية، حسب المنطقة، وتحتاج العائلة ما لا يقل عن ثلاثة صهاريج شهرياً، في حال لم تصلهم المياه من الآبار الحكومية.

تصريحات مسؤولي الحكومة، لا تُبشر بالخير، إذ يبدو أن الأزمات ستتفاقم خلال الأشهر القادمة، فلا حلول قادمة، أو تطمينات على الأقل، وعلى السلطة إدراك أن مشهد الاحتجاج الصغير، في بلدة مردك اليوم، قد يتطور لاحتجاجات في مناطق أخرى، فالناس وصلت إلى مرحلة لم تعد تملك شيئاً، إلا الصراخ، والمطالبة بحقوقها، بعد أن نُهب ما في جيوبها.