ملابس العيد.. أسعار جنونية وحلم صعب المنال

تهوم أمّي في شوارع المدينة، تصطحبنا معاً للبحث عن أي تخفيضات موسميّة، أو محال في أركان مخفيّة تعرض بضائع مما لنا طاقةٌ عليه. أوصتنا أن لا نُلحّ برغباتنا امام الباعة، ونلتزم بتعليماتها وما تقتنيه هي باختياراتها في حوائجنا.

هكذا يصفُ مُراد ابن الأربعة عشر ربيعاً للسويداء 24، رحلته في التسوّق مع أخويه الاصغر سناً ووالدته، لشراء قطعة ملابس لكلّ منهم، وبما تقتضيه الحاجة القصوى لهم، ويضيف: هي حوائجنا التي مرّ عليها صبرٌ كثير، اتفق والداي على أنّ تكون في موعد قدوم الأضحى، ليصنعوا من الضرورة فرحة.

أسعار الملابس تثير الغصّات في قلوب الأهالي

في رصد لمراسل السويداء 24 على أسعار الملابس في أسواق المدينة، سجل البنطال الرجالي المحبوك بخيط الصناعة الوطنيّة وقماش الجينز المستورد، سعراً تراوح ما بين 70 ألف إلى 90 ألف ليرة للرجال، وعيّنة أخرى لنوعيّة القماش خاصة بالألبسة النسائيّة بيعت بقرابة ذات السعر.

بلوزة نسائيّة لفصل الصيف يحشوها الساتان، وصل سعرها لحدود 65 ألف ليرة سوريّة، بينما وصل سعر طقم كلاسيك من القماش ومكوّن من قطعتيّن بنطال وجاكيت، إلى أكثر من 150 ألف ليرة، لتأخذ “التيشيرت” كنزة صيفيّة للرجال ملبغ لا يقلّ عن 40 ألف ليرة.

أحذية أم مركبات فضائيّة، يوثّق المراسل ويقول، وصل سعر “الصندل” النسائي من 55 ألف إلى 75 ألف ليرة، ليتوّج الحذاء الجلدي للرجال، بتسعيرة وصلت لما بعد أعتاب 100 ألف ليرة، فيما لم تدنى أحذية الأطفال رقماً، فسجّلت أصغرها مقاساً و أقلّ جودة، مبلغاً بحدود 27 ألف ليرة ولمقاساتٍ للأطفال لم تعلو عن 3 درجات.

عينٌ على البالة

في التحليق العالي لأسعار الألبسة والأحذية، يلتفت غالبية الأهالي إلى محلّات البالة، والتي هي الأخرى لا ترحم بأسعارها الألفيّة وبالعشرات، فأخذ القميص الشبابيّ سعر 20 ألف ل.س، وفُستان طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات 25 ألفاً، ليتجاوز ثمن بنطالٍ قماشيّ ليافعة 40000 ليرة سعر. وفق رصد مراسلنا.

حكومة تعي ما سبّبته لأسواق الملابس.

في تصريحٍ لنور الدين سمحا، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها لاحدى الصحف، أشار إلى الإقبال الضعيف والمعدوم، المتوقّع لشراء الألبسة قبل قدوم العيد، وبأنّه سيكون حجم المبيعات خلال العيد شبيهاً بالأيام العادية، بسبب ضعف القوة الشرائيّة للمواطن، وتوجه النّاس لشراء المستلزمات الضرورية.

سمحا كشف عن توقف مصانع للألبسة عن العمل، خلال الشهرين الماضيين، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، الذي سببه الانقطاع المتواصل للكهرباء،  و فقدان مادة المازوت منذ أشهر، وهي المشكلة الأهم، ليضيف رئيس القطّاع النسيجي، وعضو غرفة التجارة بدمشق مهند دعدوش، بأنّ ارتفاع أسعار الطاقة والضرائب بمقدار 8 إلى 9 أضعاف، أثّر على بعض الصناعيين، و أدّى لخروج نسبة منهم من سوق العمل.

شراء ملابس العيد المبارك واستقباله بالحُلّة الجديدة خاصةً للأطفال، يعتبر طقساً سورياً يتشارك عليه السوريين منذ مئات السنين، قُبيل قدومه، حيث تهبّ الأهالي لاقتناء ما يحوزونه من كساء، تهليلاً وبهجة لاقتراب صلوات العيد ونشر السلام والتبريكات والعطاء والعطف على الفقراء، ليصيروا اليوم بدور الفعل الأخير، يدقّ الفقر أبوابهم ولا يحسبون من أين يستقون الصبر، أو يرحّبون بقدوم العيد.