مداهمات في السويداء: من يلاحق المطلوبين ؟

داهمت مجموعات محلية مسلحة في السويداء، منزلاً في الريف الغربي، ومتجراً في المدينة، في حادثتين منفصلتين، اعتقلت خلالهما شخصين، تتهمها بارتكاب جرائم مختلفة.

مصدر محلي في بلدة المزرعة، قال للسويداء 24، إن مسلحين محليين من أبناء البلدة، داهموا منزلاً “مشبوهاً”، يقيم فيه فارس محمود شجاع. وخلال المداهمة اندلع تبادل إطلاق نار بين الجانبين، مما أدى لإصابة فارس برصاصة في الكتف.

وأضاف أن المسلحين اعتقلوا فارس، ونقلوه مصاباً إلى شعبة المخابرات العسكرية في دمشق. وانتشرت صور لسيارة قالوا إنه مسؤول عن سرقتها، مع صور أدوات خلع، ولوحات سيارات مسروقة، تم العثور عليها داخل المنزل الذي تمت مداهمته.

في مدينة السويداء، اقتحم مسلحون ملثمون، متجراً في حي النهضة، خلال ساعات الظهيرة. واختطف المسلحون دانيال الحسين عزام، بالقوّة، ونقلوه إلى مكان مجهول. وبعد ساعات من اختطافه، تداولت صفحات مقربة من تلك المجموعات، أنباءً تشير إلى أن أبناء مدينة السويداء، القوا القبض على شخصين من آل بلان، وآل عزام، موجهة لهما تهمة قتل السيد منير صالح نعيم، التي وقعت في العام الماضي.

ومنذ بضعة أشهر، برزت إلى الواجهة جماعات محلية مسلحة، مدعومة من شعبة المخابرات العسكرية، توّلت مهام الضابطة العدلية، في اعتقال وملاحقة المطلوبين، ما يعد مخالفة صارخة للأنظمة والقوانين. ورغم السجل الحافل بالانتهاكات والجرائم لتلك المجموعات، فقد أخذت دور القاضي والجلّاد، حتى أنها باتت تنشط بالأعمال الخيرية، وتشهر بالمحتاجين، لتمثل قوة أمر واقع جديدة.

وبين مؤيد لتلك الجماعات وممارساتها، ومعارض لها، لا يزال الوضع الأمني المتردي في السويداء، أكثر ما يشغل الرأي العام، مع الظروف المعيشية السيئة. ويبقى مع كل هذه الفوضى، حلم دولة القانون، وأن يكون القانون فوق الجميع، بعيد المنال، في ظل استحالة تغير عقلية السلطة، التي خطفت الدولة، وكبّلتها في قفص البطش والانتهاكات.