حين انتصر بنو معروف على إرهاب داعش ومن أرسلها

أحيا أهالي السويداء، الذكرى الرابعة، للهجوم الدموي الذي شنه تنظيم داعش الإرهابي، على قرى ومناطق مدنية في المحافظة، فكيف حصل الهجوم، ومن تصدى للإرهابيين ؟

في تاريخ 21 أيار 2018، أفضى اتفاق بين السلطة السورية، وتنظيم داعش الإرهابي، إلى نقل المئات من مسلحي الأخير، من مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، إلى بادية السويداء.

ونُقل عناصر التنظيم تحت حراسة مشددة، بشاحنات سلكت طريق دمشق السويداء، وانعطفت شرقاً من شمال مطار خلخلة العسكري، حتى وصلت إلى قرية الأشرفية، شمال شرق السويداء. ووثقت حينها السويداء 24، نقل مسلحي التنظيم، عبر مقاطع مصورة، وتقارير. وحذّرت الشبكة آنذاك، من خطورة هذه الخطوة، في مقال حمل عنوان: هل تكون حماية العاصمة على حساب جبل العرب ؟

كانت تنتشر تعزيزات عسكرية للجيش السوري في بادية السويداء، انسحبت في حزيران من نفس العام، باتجاه محافظة درعا، التي شهدت اتفاق تسوية. ولم يمضي أكثر من شهرين على نقل الدواعش، إلى مشارف ريف السويداء الشرقي، حتى نفذ التنظيم الإرهابي، سلسلة هجمات متزامنة، استهدفت الريفين الشرقي والشمالي، ومدينة السويداء.

تحت جنح الظلام، تسلل الدواعش من بادية السويداء، إلى قرى دوما، تيما، طربا، الكسيب، رامي، غيضة حمايل، الشريحي، الشبكي. وإلى قريتي السويمرة والمتونة في على طريق دمشق السويداء. كما نفذ التنظيم تفجيرات بين المدنيين، وسط مدينة السويداء.

عشرات المناطق كانت تحت النار، لكن ما لم يتوقعه التنظيم الإرهابي، هي المقاومة الشعبية من أهالي المحافظة، الذين تمكنوا خلال ساعات معدودة، من القضاء على عشرات الدواعش، وإجبار من تبقى منهم حياً، على الفرار باتجاه البادية. المقاتلون المحليون من أبناء السويداء، تمكنوا من استعادة جميع المناطق التي دخلها التنظيم، ولم تغيب شمس ذلك اليوم، حتى كانت قرى السويداء كاملة، تحت سيطرة ابناءها.

أدى الهجوم الذي شنه التنظيم الإرهابي على المناطق المدنية في السويداء، لاستشهاد 263 شخصاً، غالبيتهم كانوا من النساء والأطفال والمسنين، حيث كان ارهابيو داعش، يقتلون المدنيين، دون أي تمييز، كما اختطفت مجموعة منهم، نساء وأطفال من قرية الشبكي، اتخذوهم كدروع بشرية، أثناء هروبهم من القرية، بعد وصول آلاف المقاتلين من قرى الجبل.

ويعد يوم الخامس والعشرين من تموز، ذكرى تمتزج فيها مشاعر الحزن، والألم، على الشهداء الذين ارتقوا في ذلك اليوم، ومشاعر الفخر، لعدم رضوخ أهالي الجبل للرايات السوداء، التي كان يظن حاملوها، ومن أرسلهم، أن إرهابهم سيخيف بني معروف، الذين تسابقوا إلى الموت، دفاعاً عن أرضهم، وعرضهم، ووطنهم.