هل المطلوب رأس فلحوط أم كسر رجال الكرامة؟

قبل أن تخمد النيران المشتعلة في مقرات حركة قوات الفجر، بدأت اصوات متعددة بالسؤال عن مصير قائد العصابة راجي فلحوط. وهذا مشروع للغاية، وطبيعي وصحي. فالعصابة كما يقول البعض أشبه بالأفعى ويجب لتحييدها نهائياً الوصول إلى رأسها. هذا يصح في كثير من الأمور أيضا، ولكنه ليس دقيقا تماماً هنا. فالعصابة هي بنية هرمية من القيادة والعناصر، ولها بنى تحتية وقواعد خلفية، لوجستيات، وشبكة علاقات وشبكة اتصالات. حتى بابلو اسكوبار، أهم زعماء كارتيل المخدرات في كولومبيا، بات طريداً ملاحقاً ومعزولاً بعدما خسر مقراته الرئيسية. وهذه المهمة قد اتمت بخصوص عصابة راجي، إلى حد بعيد. لقد خسر قواعده ومقراته، واسلحته، ومصنع المخدرات، وأغلب عناصره باتوا بيت قتيل وأسير.

السؤال البسيط البديهي هنا بخصوص بابلو فلحوط: كيف يمكن لفص الملح هذا أن يذوب؟ لا، فعليا يحب تصويب السؤال: كيف لفص الملح هذا ألا يذوب؟ الم تكن مهمته الاولى والرئيسية، كزعيم عصابة إجرامية، الاختباء؟ هو ملك التخفي، ككل زعماء العصابات، وأخر من يموت دفاعا عن قضيته. فهل كنا نتحدث عن تشي غيفارا ام بابلو اسكوبار؟

الأصوات المطالبة بتبيان مصير راجي، محقة، ولكنها بدأت بالتشنج على وقع أزيز بعض الذباب الاكتروني، من جانب النظام، من جانب فلول عصابة راجي، من جانب حزب فشلت تجربته مؤخراً في السويداء.

الموضوع بدأ باتهام رجال الكرامة بالتواطؤ، حيناً لتسليم راجي سالماً لأصحابه في الامن العسكري، وحيناً لتهريبه مقابل صفقة جهنمية، وحيناً تهريبه نتيجة التواطؤ مع راجي نفسه بجرائمه.

هذه الأصوات، بدأت التحريض في الشارع المتوتر اصلاً، وبدأت بعض الرؤوس الحامية بالتهجم يميناً ويساراً. وهنا يجب القول: بعض التعقل ضروري هنا. هل المطلوب رأس راجي أم كسر رجال الكرامة؟ هل التحريض في هذه اللحظة على رجال الكرامة يفيد الهبة ضد العصابات؟ أم يفيد الاجهزة الأمنية والعصابات؟

بعض الهدوء والتواضع مطلوب من الجميع. الدم ما زال ساخناً على الأرض، وراجي سيظهر قريباً، طال الزمان أو قصر. بكل الأحوال، يجب هنا التركيز على متابعة الجهود الجبارة، لتفكيك بقية العصابات المرتبطة عضوياً بعصابة راجي، هناك، على الأغلب يمكن معرفة بقية فصول قصة راجي.