الرئاسة الروحية: لسنا عاجزين عن حمل لواء الحق تحت ظلال العدالة

دعت الرئاسة الروحيّة للمسلمين الموحدين، جميع الجهات المسؤولة، للوقوف عند مسؤولياتها، بعد أن “تبيّن الحق و وضح الدرب”.

وجاء في البيان الذي حمل توقيع الرئاسة الروحية، متمثّلة بسماحة الشيخ حكمت الهجري أنّ أهالي المحافظة يتم زجّهم بأوجاع جديدة في كلّ حين وحين، رغم توجيهاتها إلى السلم والهدوء وكف الشر وحقن دماء الأبرياء ، والإرشاد الدائم إلى “دروب الخير والصلاح”.

وأكّدت أنّ أصول أبناء الجلد الواحد متينة، بقولها: فمهما تكاثفت قوى الشر لتوقد الأبناء ضد بعضهم ، فتجعلهم دروعاً، يقتتلون لتنفيذ مآرب الغرباء عنا وعن أصالتنا وعن وطننا وعن فكرنا وديننا ، ومهما أغوت الأموال والرفاهية الملوثة شبابنا ، فسيبقى الأصل المعين صاحياً.

مشيرة إلى أنّ جميع الدماء في المحافظة غالية ومحرّمة على أن تستباح، و أنّه لا بد أن يستيقظ ويعود إلى رشده كلّ من أضلّ الطريق، وخاطبت أصحاب هذا النهج بقولها: لا تريقوها بأيديكم ، “وكم نادينا وكم رجونا أبناء جلدتنا أن يعودوا الى أصالتهم”.

البيان استهجن صمت الجهات المختصّة ونأيها بنفسها عن الأحداث الجارية قائلاً: “إن لم تقم الدولة بأجهزتها الأصولية بالتصرف والمحاسبة والحماية ، فلسنا عاجزين عن حمل لواء الحق تحت ظلال العدالة والشريعة والأصالة والعادات ، وسط استغرابنا الذي اعتدناه من نأي الجهات المختصة”.

مطالباً القيادات الحكوميّة بمحاسبة المسؤولين الذين منحوا العصابات شرعية الاعتقال والقتل والتعذيب والملاحقة وهم من أكبر المطلوبين على سجلات الدولة، داعياً لاجتثاث جميع هذه المظاهر لتعود المحافظة لسابق عهدها وهيبتها، و “تبقى لشوارعنا أمنها الذي نفخر به، وتعود إلينا أصالة عاداتنا من لهفة ونجدة وايواء للضيوف والغرباء، لا تحقيرهم وخطفهم وابتزازهم”.

وعن ما عرّفهم البيان بفعل، ايقاظ الفتنة ، و اثارة البلابل، وزرع النّار والدمار في الشّوارع، فقال: “من يغتصب لقمة العيش ، ويصادرون لذة الانتصار على العدوان، من يحقنون الشكاوى تحت ظلال المزاودة بالوطنية ، وتخوين ومقاطعة الصادقين المنادين بالصلاح ،وقمع الفساد ، من يحاولون اغواء الابناء للتمثيل باهلهم نقول ، انتم الى الزوال كما زال غيركم”.

وتابع بهم، “فما أنتم على شيء ، وليس لكم في الوطن أكثر مما لمواطن فقير معدم سلبتم حقه ، وصادرتم رأيه ، وارهبتم فؤاده ، وأوجعتم فلذات كبده ، ولن تدوم شدة ، ولن يدوم قهر ، ومن يعلو بالشر على اهله زائل لا محالة ، وأهله الأصلاء هم أساس رده عن غيّه”، مؤكّداً بإيمانهم بالعدالة والقانون، وتدخّل من وصفهم “بالكبار” للعودة إلى مواقعهم ومحاسبة الفاسدين.

فيما خصّ البيان التنويه، على عمل الاعلام وعدم التحريض وبث الفتن، وأن لا تستغل هذه الأحداث لتسويق فتنة أو مصطلحات أو تفسيرات بعيدة عن مضمونها، ليأتي على ذكر من أصحاب الايادي السوداء، الذين جعلوا من العصاة والخارجين عن القانون، حماة للشارع والأخلاق، وهم بالأصل أول المروجين للمخدرات وللفساد وغيرها من منكرات.

الرئاسة الروحيّة للمسلمين الموحدين في جبل العرب، كانت قد اطلقت نداءات مع أوّل أيام الانتفاضة الشعبيّة على عصابات الأمن العسكري، تطلب فيه النفير العام لمواجهتها من جميع الأهالي، لتبارك اليوم عبر بيانها لمن ذكرتهم، بالغيارى الميامين من المجتمع الأهلي الذين هبّوا لنجدة كرامتهم وأهلهم.