استفاق أهالي مدينة السويداء، على أصوات إطلاق رصاص كثيف الساعة السادسة صباحاً، لتنجلي الصورة عن جريمة مروعة، ارتُكبت عند دوار المشنقة، وسط مدينة السويداء.
جثث ستة قتلى، مكومة فوق بعضها، تبدو أثار التعذيب واضحة عليهم، ومصابين برصاصات في رؤوسهم. شهود عيان قالوا إن مجموعة مسلحة وصلت إلى دوار المشنقة، وأقدم أفرادها على تصفية القتلى، رمياً بالرصاص. نُقلت الجثث بعدها إلى مشفى السويداء الوطني، من قبل الدفاع المدني، وتبين أنها لأسرى من عصابة راجي فلحوط، تم اعتقالهم خلال الاشتباكات في الأيام الماضية.
وسبق أن قُتل 12 عنصراً من عصابة فلحوط، وأسرت فصائل محلية مختلفة، 15 عنصراً، خلال المواجهات يومي الثلاثاء والأربعاء، وارتفعت حصيلة القتلى إلى 18 قتيلاً، بعد تصفية الأسرى الستة اليوم. واحدٌ من الأسرى المقتولين، وهو رائد كمال الدين، ظهر في فيديو بثته صفحة قوة مكافحة الإرهاب، يوم الثلاثاء الماضي، وقالت إنها اعتقلته مع اثنين أخرين من عصابة فلحوط، وستبث لهم اعترافات لاحقاً.
في تتبع لملف الأسرى من عصابة فلحوط، تشير مصادر السويداء 24، إلى أن 8 عناصر، القي القبض عليهم من المجموعات الأهلية التي هاجمت عصابة فلحوط، في مقر سليم، تقاسمتهما مجموعتان، من مدينة شهبا، وبلدة المزرعة. وفي الهجوم الثاني على منزل فلحوط، في بلدة عتيل، القت حركة رجال الكرامة القبض على 9 عناصر، ليصل عدد الأسرى إلى 15 أسيراً.
مصدر في الحركة قال للسويداء 24، يوم الخميس، إن جميع الأسرى الذين بحوزتهم، تم تسليمهم إلى أحد أفراد آل الطويل في مدينة شهبا. في حين قال مصدر من آل الطويل إنهم سلموا اولئك الأسرى إلى ليث البلعوس في بلدة المزرعة. وكذلك أعلنت قوة مكافحة الإرهاب في منشور لها، تسليم الأسير الذي بثت مقطع فيديو له إلى ليث البلعوس، ونفت علاقتها بتصفية الأسرى.
ويبدو أن جميع الأطراف، رمت الكرة في ملعب ليث، ولم يصدر أي توضيح عن الأخير حتى الآن، لكن القوّة قالت إنه سلم الأسرى إلى عائلات قتلت عصابة فلحوط ابنائهم وخطفتهم وعذبتهم، ولم توضح من هي تلك العائلات.
ورغم كل الجرائم البشعة التي تورطت فيها عصابة راجي فلحوط، يبقى إعدام الأسرى أمراً مستنكراً ومستهجناً، مهما كانت الجهة التي تقف وراء العملية، ومهما كانت مبرراتها. وهنا يبدو واضحاً انعدام الثقة، بدور القضاء والسلطة، وعدم وجود وسائل مجتمعية، لسد هذا الفراغ المريب.
وتجرم كل القوانين والأعراف والمعاهدات الدولية، قتل أسرى الحرب، وقد كان اتخاذ راجي فلحوط دور القاضي والجلاد، من أهم الأسباب التي أدت للانتفاضة الشعبية ضده وضد ممارساته، فهل نحن أمام فلحوط جديد ؟ وإلى متى سيبقى الجبل بحالة فراغ على كافة المستويات، باستثناء الحالة المليشياوية ؟ وماذا سيكون مصير من تبقى من الأسرى ؟