يبدو أن الجبل يمضي قدماً، باتجاه عودة الأمن والاستقرار، ووضع حد لحالة الإنفلات الأمني، التي يعاني منها منذ سنوات طويلة، في ظل دور سلبي، من السلطة الأمنية. ويبدو أيضاً، أن هذه المحاولات، لإعادة الجبل إلى سابق عهده، تواجهها جهات منظمة، بنشر الشائعات، والتحريض، عبر “ذباب الكتروني”، ينشر كماً هائلاً من الأكاذيب، ويسعى لتفريق أهالي الجبل.
عصابات تتفكك، وفصائل مسلحة تعلن وضع سلاحها ورجالها تحت تصرف مشايخ الطائفة. مساعٍ تبذلها الرئاسة الروحية للطائفة الممثلة بسماحة الشيخ حكمت الهجري، في رأب الصدع، وتوحيد الجهود، وخطوات مستمرة من حركة رجال الكرامة، الفصيل العسكري الأكبر في المحافظة، لملاحقة بقايا أفراد العصابات، وضبط السلاح المنفلت.
ثبات الرئاسة الروحية للطائفة، على موقفها في ضرورة اجتثاث العصابات، بالتوازي مع سعيها لحقن الدماء، عبر ترك الباب مفتوحاً، لاحتواء من لم يتورط بالدم، وليس بحقه قضايا شخصية، في حال عاد إلى رشده، وإلى أصله، وفق ما تؤكد الرئاسة الروحية دائماً.
وحسب مصادر السويداء 24، فقد حذّر سماحة الشيخ حكمت الهجري، من جهات مشبوهة تسعى لدس الفتنة، وتحويل الحراك المحق في الجبل من اجتثاث العصابات، إلى غايات أخرى، محذراً من أن تلك الجهات التي تسعى لتفريغ هذا الحراك من مضمونه. كما تشدد الرئاسة الروحية، على ضرورة الانتباه لمحاولة بعض الصفحات نسب بيانات وتصريحات لم تصدر عن الرئاسة الروحية، مؤكدة أن الصفحة الرسمية لها، وحدها المخولة بإصدار البيانات.
وبعد توتر ليومين، في بلدة قنوات، ومفاوضات مع فصيل قوات الفهد، أعلن الأخير وضع سلاحه ورجاله “تحت خاطر وتوجيهات مشايخنا الأجلاء لوحدة الصف في تخليص الجبل من كل المظاهر المخلة بالقانون والأعراف والتقاليد”. متوجهاً بالشكر إلى القائد العسكري لحركة رجال الكرامة، الشيخ ذياب مزيد خداج، لسعيه إلى “وحدة الصف وحقن الدماء وعودة الجبل إلى سابق عهده أمناً مطمئناً بهمة رجاله وحكمة شيوخنا الأفاضل”.
أحد قياديي حركة رجال الكرامة، قال في اتصال مع السويداء 24، إن الحركة تواصل ملاحقة واجتثاث من وصفهم بفلول العصابات الإرهابية، وتسعى إلى ضبط السلاح المنفلت، داعياً أهالي المحافظة إلى التعاون، لوضع حد للخارجين عن القانون.
وطالب القيادي في تصريح رسمي باسم الحركة، المتورطين مع العصابات، بتسليم أنفسهم إلى الحركة، مشيراً إلى أن الكثير منهم يسلمون أنفسهم طواعية، ويتم اتخاذ إجراءات بحقهم ضمن عادات وأعراف الجبل، في حال لم يكونوا متورطين بالدماء، وليس بحقهم قضايا شخصية، إذ توقع عائلاتهم على تعهد بعدم ممارسة أي أنشطة إجرامية. أما من لا يبادر لتسليم نفسه من المتورطين، تحضره الحركة بالقوّة، على حد وصفه.
وأكد المصدر: الحركة ستواصل مساعيها لإعادة الوجه المشرق للجبل، “ونتمنى أن تكلل مساعينا بالنجاح ويعود الجبل أمناً مستقراً”.
بين هذه المواقف المتناغمة، لقيادات الجبل الدينية، والاجتماعية، والعسكرية، في اجتثاث العصابات، وانعكاسه على الأرض في الأيام الماضية، بتحسن في الواقع الأمني، تسعى بعض الاطراف، المختبئة خلف حسابات مزورة، إلى بث شائعات، وأثارة الفتنة بين أبناء الجبل. لكن تلك المحاولات لن تمر، وقرار أهل الجبل بمختلف الشرائح سيبقى ثابتاً: الأمان والاستقرار واجتثاث العصابات.