بين المسرح والمعتقل.. سوريا تفقد الأديب غسان الجباعي ولا تودّع أحلامه

نعى أصدقاء الكاتب والمخرج المسرحي غسّان الجباعي، صديقهم الذي وافته المنيّة، إثر وعكة صحيّة، بعد مسيرة طويلة من الأعمال الأدبيّة النصيّة والمسرحيّة.

غسّان الجباعي المنحدر من محافظة السويداء، مخرج مسرحي وكاتب درامي، وضع في جعبته عشرات الأعمال المسرحية والأدبية، وواجه القمع والاعتقال طوال حياته، ليُحارب حتّى بعرض أعماله على خشبة مسرح، وينال مقابلها عشرات الجوائز، وحبّ المتلقي.

صاحب النصّ الذي بدأه “لا تقتلوا الأحلام”، صارع الطغاة وسار خلف العلم، لينال شاغراً كمدرّس في المعهد العالي للفنون المسرحيّة، مختصّاً بالأدب العربي، ومخرجاً على عتبات المسرح الفلسطيني والقومي، وغيرهم الكثير.

نال غسان الماجستير في الاخراج المسرحي، بمدينة كييف عاصمة أوكرانيا، ووضع رواياته التي يتوق إليها كلّ قارئ، مثل “قمل العانة” التي صدرت عام 2020، و “قهوة الجنرال” التي حصل بها على جائزة المزرعة سنة 2014، فضلاً عن اخراج عشرات الأفلام السنمائيّة والوثائقيّة.

سعياً خلف أحلامه بوطن، بعيداً عن الدماء والضحايا، وطن لكلّ السوريين، اعتقل الجباعي، لمدة قاربت العشر سنوات، من نهاية العام 1982 ولغاية1991، ليمنع من مهنته بالتدريس في المعهد العالي أكثر من مرّة، ومن ممارسة عمله كمخرج، إضافة لحرمانه من السفر، ومحاربة أي عمل مسرحي له من قبل التلفزيون السوري.

سوريّة الولّادة في كل زمانٍ ومكان، للابداع والمبدعين، حطّت مسيرة علّامة في تاريخ المسرح العربي السوري المعاصر، غسّان الجباعي المولزد عام. 1952، بمدينة قطنا، وتدرّج في المدارس السوريّة، رحل اليوم أمام شهادة له في ذمّة هذا العصر والمعاصرين فيه، بأنّ النّور وكرّاسات الأدب، ستصل طريقها للنّاس، مهما حاول الظالمون أن يطمسوها.