السويداء: قطع متعمد للكهرباء والمياه عن عشرات العائلات المهجرّة

منذ حوالي أربعين يوماً، انقطع التيار الكهربائي، والمياه، عن معسكر الطلائع في بلدة رساس، جنوب السويداء، الذي تقطنه عشرات العائلات المهجّرة، بعد تبليغهم بإخلاء المعسكر، دون توفير بدائل مناسبة لهم. ليبدو قطع المياه والكهرباء متعمداً، بسبب رفض العائلات المهجّرة طلب الإخلاء.

وقال أحد القاطنين في المعسكر للسويداء 24، إنّ الكهرباء والماء مقطوعة، منذ نحو أربعين يوماً، والإدارة لا تتجاوب مع طلباتهم بأعادة الخدمات. وتحاول إدارة المعسكر بهذه الممارسات، الضغط على القاطنين في مخيم الوافدين بغية إخلائه.

وبحسب شهادات القاطنين في المعسكر، فإنّهم تلقّوا تبليغات شفوية بالإخلاء على مدى أشهر، قوبلت هذه التبليغات بالرفض كون مناطق المهجّرين ومنازلهم دُمّرت جرّاء العمليات العسكرية، في وقت لا تزال مناطق آخرين غير آمنة، حتّى الآن. ويقطن في المخيم نحو 200 مواطن, من محافظات سورية مختلفة، بينها ريف دمشق ودير الزور وريف حمص.

في العام 2020، بدأت تبليغات الإخلاء، إذ تحاوبت معها بعض العائلات، واستأجرت منازل في بلدة رساس ومدينة السويداء، لعجزهم عن العودة إلى منازلهم، إلا انّ غالبية القاطنين رفضوا المغادرة، لعدم قدرتهم على دفع ايجارات المنازل، فضلاً عن فشل الحكومة السورية تقديم البديل المناسب لهم،  “فبأي حق تطردنا الحكومة ومنازلنا لا تزال مدمرة” يتساءل أحد المهجّرين.

وفي وقت سابق أكد مصدر مطلع في المحافظة، للسويداء 24، صدور قرار إخلاء المخيم دون تحديد الجهة المسؤولة عن القرار، حيث أشار إلى أن المخيم بحاجة لعمليات صيانة كبيرة، لا يمكن إتمامها بدون إخلاء القاطنين فيه، مضيفاً أنّ الإخلاء يأتي في إطار “توجيهات الحكومة السورية بإعادة المهجرين إلى مناطقهم الأمنة”.

وبحسب المصدر فقد تم التأكد من وجود سكن لقاطني المخيم في مناطقهم الرئيسية، ومن ليس لديهم سكن تم تأمين إقامتهم في أماكن قريبة من مناطقهم، ويوجد لديهم بدائل كالاستئجار في السويداء لمن باتوا يعملون ويملكون مصالح فيها. الأمر الذي نفته إحدى السيدات القاطنات في المخيم، حيث أكدت أن الحكومة لم توفر أي بدائل لهم.

وعلمت السويداء 24 من مصدر في منظمة “الهلال الأحمر”، أن المنظمة كانت توزع سلل غذائية كل 3 شهور على قاطني المخيم، بعدما كانت توزع كل شهر، وذلك نتيجة تقليص كمية المساعدات المقدمة من منظمات الأمم المتحدة، منذ أكثر من عامين، مضيفاً أن المنظمة تقدم للوافدين الخدمات والرعاية بحسب برنامج منظمة الأمم المتحدة وبالتعاون مع مفوضية اللاجئين السوريين، وليس لها أي دور بقرار إخلاء المخيم.

يذكر أن محافظة السويداء استقبلت عشرات آلاف المهجرين، بين أعوام 2012 و2018، حيث تم تخصيص عدة مراكز إيواء لهم، كان أبرزها معسكر الطلائع في بلدة رساس، الذي سكنه حوالي 47 ألف شخص، ثم بدأت تتقلص أعداد الوافدين فيه، منذ أواخر 2018، مع عودة القسم الأكبى إلى مناطقهم أو الانتقال إلى مناطق أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن المادة 22 من الدستور السوري تنص على أن “تكفل الدولة كل مواطن وأسرته في حالات الطوارئ والمرض والعجز واليُتم والشيخوخة”.