يا مارق على السويداء.. والمتة مقطوعة

بات مشروب المتة المفضل لدى الكثير من أهالي السويداء، على قائمة الرفاهيات، بعد ارتفاع كبير في أسعارها، وانتشارها بأسعار مضاعفة، في السوق السوداء، وأخيراً بيعها كالمواد المقننة، وسط توقعات باحتكارها من تجار محددين، وقطعها عن الأسواق، لتحقيق المزيد من الأرباح.

منذ قرابة 6 أشهر، بات سعر المتة يرتفع تدريجياً، وتختفي المادة من الأسواق. وفي الأيام الماضية، وصل سعر العبوة بوزن 250 غرام من المتة، إلى 4500 ليرة، إن وجدت، فيما بلغت عبوة 500 غرام سعر 9500 ليرة وأكثر، ليتخطّى الكيلو منها 18000 ليرة سوريّة. والمُلفت، انضمام المتة إلى بسطات بيع البنزين والمازوت، على جوانب الطرقات في السويداء.

أسواق المدينة في السويداء، شهدت عروضاً طُرقيّة، منها نصب نقطة بيع للمادة، برعاية شركة كبور المعبّأة، التي باشرت بيعها، بسعر 8300 ليرة، لكل عبوة بوزن 500 غرام، وبمعدل عبوة واحدة فقط، لكل شخص. وبدأت شركة كبور البيع فعلياً، اليوم الثلاثاء، ولمدة عشر أيام، عند دوار الشرطة العسكرية، نتيجة “احتكار المادة من قبل التجار وبيعها بسعر مرتفع”.

أحد تجّار السويداء، قال في اتصال مع السويداء 24: إنّ الكميّات المستوردة من مادة المتّة، لا تزال على حالها، ولم نسمع عن نقص في التوريد، معتبراً أن انقطاعها من الأسواق، يهدف إلى رفع سعرها، عبر اعتماد آلية الاحتكار، من تجار محددين.

وعن شكوى السوق السوريّة من ارتفاع سعر المتّة، وقلّة توفّرها، شككت وزارة التجارة الداخليّة وحماية المستهلك، في شحّ المادة وفقدانها من الأسواق، و أفادت بوجود ثلاثة مورّدين لها، لا يزالون يورّدون ذات الكميّات إلى سوريا دون أي تخفيض، نافية في الوقت نفسه إمكانية بيعها على البطاقة الذكية، في المرحلة الراهنة.

بيع مادة المتّة في الأسواق العربيّة المجاورة وحتّى الأوروبيّة، أثار التساؤلات لدى بعض المتابعين، عن سعرها الذي يقلّ عن السوق المحليّة بمقدار الضعف، فضلاً عن امكانيّة تصديرها وهي المستجرّة كمادة على رصيد البنوك السوريّة من القطع الأجنبي، والمعبأة محلياً وبأيدي سوريّة.

وبالعودة إلى التساؤلات البريئة، هل كان وصولها للخارج عن طريق التصدير الخاسر مالياً، أم خرجت بطرق التهريب الرهيبة، والتي انقصت من تواجدها داخل البلاد إلى حدّ فقدانها وغلاء أسعارها بمقدار أضعاف، وإن كان ذلك،  فمن يقوى على هكذا أفعال في بلاد “النفس” فيها مسموع؟