شهدت بلدة المزرعة في ريف السويداء الغربي، توتراً اليوم الخميس، على إثر خلافات ثأرية سابقة، بين أفراد من عائلتي الحسين والحمود. المشكلة القديمة التي تجددت في الأيام الماضية، بعد اتهامات متبادلة بين طرفي الخلاف.
وعلى إثر تجدد الخلافات، صدر بيانٌ نُسب لأهالي بلدة المزرعة، يعلن أن “المشاكل الحاصلة في البلدة هي أمور حاصلة داخل البيت الواحد ونحن قادرين على تطويقها والوقوف عند واجباتنا والتزاماتنا”، وأضاف البيان: “عائلات المزرعة جميعا يد واحدة لاتفرقنا الويلات والمصائب وتجمعنا يد المحبة والتآخي وليس لأحد مهما يكن وتحت اي ذريعة أو مسمى”.
جذور الخلاف تعود للعام 2018، عندما قتل سلطان الحسين، الشيخ مهند الحمود، جراء خلافات بينهما، ليسلّم القاتل نفسه حينها للجهات الأمنية. بعد حوالي سنة، أقدم شقيقا الحمود، كفاح، وباسم، على قتل شقيق سلطان الحسين. تدخلت وقتها الفعاليات الدينية والاجتماعية، وعقدت صلحاً عشائرياً بين العائلتين، تم خلاله الاتفاق على إسقاط الحق الشخصي من الجانبين، ليطلق القضاء سراح سلطان الحسين، عام 2022، بعد أن شملته عدة مراسيم عفو.
قبل اسبوع، اتهم باسم الحمود، سلطان الحسين، بإطلاق النار على سيارته، مدعياً أنه كان مع زوجته وأطفاله، ونجا من الرصاص بأعجوبة، لتتجدد الخلافات، وتصدر بيانات متبادلة من طرفي الخلاف. وسببت البيانات توتراً إضافياً اليوم الخميس، فتحشد أفراد من العائلتين، وتم إطلاق قذيفة صاروخية انفجرت فوق الحارة الشمالية في المزرعة، دون تسجيل إصابات.
بعض الأطراف طالبت بتدخل الفصائل المحلية، وتفكيك مجموعة كفاح الحمود، التي كانت في مرحلة ما ضمن حركة رجال الكرامة، وفُصلت منها، لتنضم لاحقاً إلى حزب اللواء، قبل أن تنشق عن الحزب، وتصبح تبعيتها لشعبة المخابرات العسكرية، لترتبط أخيراً بعصابة راجي فلحوط. بالمقابل، تدخلت فعاليات دينية واجتماعية من المزرعة، ودعت لحل الخلاف ضمن إطار البلدة.
وشهدت الساعات الماضية اجتماعات عديدة، للفعاليات الدينية والاجتماعية في بلدة المزرعة، واتصالات بين الطرفين، لتهدأة حالة التوتر، وحل الخلاف، إذ تشهد البلدة هدوءاً نسبياً في هذه الأوقات، ومساعٍ لتطويق المشكلة، وسط تخوف من أن تأخذ أبعاداً عائلية إذا ما تفاقمت.